Modawenon

فاجعة هدم القيسارية المعلمة القديمة هذا المكان طاله النسيان من طرف المسؤولين.

رفع الصور
رفع الصور


برشيد الغد - ع.م

لحد الآن لم تستطيع ساكنة برشيد نسيان فاجعة هدم القيسارية, وأن تمحو ذاكرتها أو تاريخها الجميل, كانت القيسارية المعلمة التي تبقى خالدة في ذاكرة ساكنة برشيد والتى تحولت إلى مرحاض عمومي تزكم الأنوف من الروائح المنبعثة وتسودها الفوضى الناجمة عن احتلال الأرصفة والممرات, كما تحول الفضاء إلى مطرح الأزبال لسكان المدينة ومرتعا للمتشردين, انمحت من الوجود ولم تبقى منها سوى ذكرى الأيام مرت.

تم تأسيس القيسارية سنة 1921 من طرف فرنسا وكانت عبارة عن سوق تجاري يمثل نمطا هندسيا ومعماريا رائعا يلائم الأجواء والمكان وظروف المناخ وكان بالقيسارية أناس طيبون من أجناس مختلفة جمعت اليهود والمسلمين يعيشون منها في التجارة والصناعة التقليدية والحرفية ومن هم من كان عالم وشيخ بالزوايا.

كانت القيسارية تسودها المودة والمحبة والعمل المتبادل لم تكن الساكنة تتوقع هدمها وتخلي عليها بهذه الطريقة , بعد الأشغال التي شهدتها القيسارية القديمة قبل أن تتحول الى مزبلة, كان يخطر ببال الساكنة انه سيتم انشاء مشروع تجاري ولمعرفة ما يقع خلف الحواجز انتظر سكان برشيد هذا المشروع على لسان ماجاء به مسؤولين المدينة بأن الفضاء سيأخد شكلا يختلف عن السابق, وكانت فرصة في التصريحات التي أطلقها مسؤولو المدينة فرصة سائحة للترويج للفضاء, لكن مانشهده الأن يدل على أن ما تم ترويجه من قبل مجرد أحلام ومرت أعوام ولم يستغل هذا الفضاء, فبالعكس المكان أصبح في وضعية كارثية بسبب غياب أي تصور لمسؤولي المدينة بالقاذورات, فيما أصبح المكان مهجور وحتى سلطة أصبحت غير قادرة على تنفيذ مهامها اتجاه هذه الكارثة.

(كون غير خلاوها كيف كانت ) يقول أحد الباعة, الذين اعتادو عرض بعض المنتوجات على الرصيف قرب مكان القيسارية القديمة كانت قبلة للعديد من الزوار والتجار ومختلف الجنسيات المكان كان يضم تعايشا خاصا وسط التجار والمغاربة واليهود والأجانب قبل أن تصيبه لعنة لا نعرف من أين حلت بنا, تحول المكان إلى مركز للقاذورات ومكان لإنبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الانوف منها, فالبناية المهجورة تحولت الى مكان طاله النسيان من طرف المسؤولين, أما فيما يخص الباعة الذين يتواجدون قرب الفضاء أغلبهم غادرو المكان بعد نفور البناء من المكان بسسب الوضع غير الإنساني, تحول المكان الى مرحاض عمومي وسط غياب مراحيض عمومية وإقبال المتشردين إليه, ووكر للدعارة هذا الوضع دفع الباعة الى إستغلال الجنبات ورمي الازبال بها.

إلى متى هذا الحال والصمت قاموا بهدم معلمة تاريخية كانت هي قلب المدينة, في حين نجد بعض المدن تحتفظ على معالمها التاريخية والتقليدية, فمن يتحمل مسؤولية ما يقع بالقيسارية برشيد؟ و متى سيتم اصلاح ما خُرِب؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق