Modawenon

ذاكرة: أيام فبراير في سطات

رفع الصور
رفع الصور
برشيد الغد-متحف برشيد
عرفَت مدينة سطات في فبراير 1908 أحداثا دموية قرر الجنرال الفرنسي “داماد” وهو يمهدُ للاحتلال الفرنسي عبر بوابة الشاوية من ثغرها الشمالي – البحري الدار البيضاء، أن يَدُكّ الأرض على المجاهدين الذين رفضوا الاستسلام،حينها لم يجدوا في تلك المدينة القابعة قرب أسوار القصبة الإسماعيلية وضريح الولي ونوايل تهزها الرياح والأمطار لتُطوح بقصبها وتِبنها، ولم تترك إلا شخصا مجنونا، حافيا، اسمه حمّو.

 أخذوا له ومعه صورة للذكرى والتقرير، قبل أن تفاجئهم سنابك خيول القبائل وهي تُكبّرُ، فلم يدرِ الجنرال هل هاجموهم دفاعا عن المدينة أم عن حمّو المجنون.. وربما فكرَ في احتمال ثالث، لم يُسعفه الزمن لبسط كل فرضياته. كانت الكتاتيب القرآنية منتشرة في الجوامع، يتعلم فيها الأطفال القراءة والكتابة.

 وربما كانت هناك مدرسة وحيدة، اسمها النجاح يسيرها فقيه اسمه الحبيب، بمواصفات حديثة إلى جانب المدرسة الأوربية الفرنسية..

 ولم تخلُ المدينة الصغيرة من علماء وقضاة ومتصوفة وشعراء ومجاهدين يحلمون لحظة بلحظة، كما لم تخْلُ من بيوتات زوايا، من أهمها زاوية الحاج العربي وزوايا التيجانية والبوعزاوية والقادرية والناصرية والكتانية.. مثلما كان الشاعر عبد الكريم سكيرج والعالم القاضي أحمد سكيرج ثم القاضي بوعشرين، ورجال غيرهم يبحثون عن منفذ للعالم الجديد في مدينة تنمو وتحيا كأي كائن.

 فقد دخلها أهل فاس وسوس والصحراء.. كما كانت منذ أربعة قرون خلت، ملاذا آمنا للهجرة من كل جهات البلاد، استوطنوها لتربية كراماتهم وأحلامهم . .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق