Modawenon

ذاكرة برشيد :السيدة الياقوت

رفع الصور
رفع الصور

برشيد الغد-متحف برشيد
أبصرت أمي الياقوت النور سنة 1908 بأولوز، ناحية تارودانت، عاشت بداية قاسية قادتها نحو برشيد في عهد الحماية للبحث عن العمل، في وقت كانت المدينة الصغيرة مطوقة بالحقول الخضراء من الجهات الأربع، لكنها كأي مدينة مغربية كانت كذلك مطوقة بحزام الصفيح لاستقبال الهجرة القروية.

 استقرت السيدة الياقوت بكاريان لشهب، وهناك عاشت مشاهد من النضال ضد الاستعمار ومن أجل الحرية، كانت تقوم بربط التواصل بين الوطنيين في الخلايا السرية الأولى لحزب الاستقلال.

 كانت المرأة أشمخ قامة وأشد استقامة، ولما تسنى لها الاشتغال بمستشفى الأمراض العصبية، أصبحت واحدة من العناصر الوطنية النشيطة التي صبت في مجرى النضال السياسي بالمؤسسة.

 ثم بعد تأسيس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بقيادة عبد القادر البكري، كانت السيدة الياقوت من السباقين للالتحاق بهذه النقابة، وأصبحت واحدة من كوادرها الأساسية.

خارج نطاق العمل والنضال التحرري، كانت السيدة الياقوت ربة بيت وأم طيبة وحنونة، فخورة بابنها أحمد الذي كرست حياتها لتربيته.

هذا الفتى الأسمر، أحمد  اسمه، اشتهر بممارسته كرة السلة في أول فريق من هذا النوع بثانوية برشيد، يؤطره الأستاذ الأمريكي كلايمن، سيصبح من رجال الدرك الملكي، وسيحتضنها عند بلوغها سن التقاعد، ويقدم لها المعونات الضرورية، حيث اصطحبها معه حيثما حل وارتحل طوال مشواره المهني .

 عندما يسافر المرء بعيدا عن المدينة التي يحبها أكثر من غيرها، يشعر أنه يترك وراءه شيئا غاليا، لا يستحضره إلا لتوديعه للمرة الأخيرة.

 اختارت السيدة الياقوت العودة لتوديع برشيد حيث توفيت بها سنة 1987،عن عمر يناهز الثمانين سنة، وروي جثمانها بمقبرة سيدي الجيلالي العميري ... وذلك قبل نحو 22 سنة على إحداث المندوبية الإقليمية للشغل بمدينة برشيد سنة 2010، على عهد رئيسها السابق أحمد مقداد.

 الجيلالي طهير

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق