Modawenon

خولة بنت برشيد... خمس سنوات مرت ولم تحصل على شهادة البكالوريا بعد نجاحها

رفع الصور
رفع الصور
برشيد الغد- سعيد واكريم 

تعود تفاصيل هذه القضية لسنة 2011 حيث اجتازت خولة المحب إبنة مدينة برشيد امتحان البكالوريا فئة الأحرار شعبة الآداب والعلوم الانسانية مسلك آداب، واستطاعت بكدها ومثابرتها أن تتوفق وتنجح وكلها أمل أن تبحر بمستقبلها الذي يتوقف على هذه "الكارطونة اللعينة".

لكن ولسوء الحظ فرياح المسؤولين الكرام بمدينتنا الغالية تسير عكس سفينة خولة، ففرحتها لم تكتمل، فقد تذوقت طعم النجاح الممزوج بالحسرة وخيبة الأمل بعد أن سهرت الليالي وأعطت من وقتها وجهدها الشئ الكثير ورأت ثمار كدها في سبورة الناجحين فجأةً انهار كل شئ لما علمت أن شهادة البكالوريا الخاصة بها لا يوجد لها أثر ولم تعرف لها عفاريت سليمان طريقا.

 قامت على إثر ذلك بزيارة نيابة التعليم بمدينة برشيد مرات ومرات وكل مرة يسجل طلبها "ويرمى في أقرب سلة" لتعود مرةً أخرى وكما العادة فحليمة لازالت على عادتها القديمة لأن خدمة المواطنة مجرد إشاعة بمدينتنا الغالية.

كما ترددت على المركز الذي أجرت فيه الامتحان "إعدادية إبن خلدون" ، لتجد أن الحارس العام المكلف بتوزيع شواهد البكالوريا لسنة 2011 قد غادر المؤسسة مما اضطر المدير أن يربط الاتصال به من أجل الاستفسار فأكد له أن الشهادة حية ترزق بأرشيف المؤسسة، لكن ولسوء حظ خولة فالمادة المصنوعة منها تلك الشهادة لا تراها العين المجردة لا أثر لها كأن الأرض انشقت وابتلعتها.

واستمر الحال كما هو عليه بين الوعود الكاذبة والتملص من المسؤولية لمدة سنتين قامت بعدها في نونبر من سنة 2013 بمراسلت أكاديمية التعليم من أجل الحصول على شهادة تثبت أنها اجتازت امتحان البكالوريا بنجاح، لتتسلم فيما بعد تلك الوثيقة اليثيمة، لكن ولحد كتابة هذه السطور فلازال حلم خولة كحلم أي طالب علم في رؤية تلك الكارطونة ولو بعد مرور خمس سنوات عجاف.

 ولا يسعنا أن نختم هذه السطور إلا بالترحم على ما آل إليه وضع هذا البلد الكريم الذي نعيش فيه وبالخصوص مدينتنا الغالية والتي أصبح فيها مصير المواطن تحث رحمة مسؤولين غير مكترثين لا يشغل بالهم سوى كيف تملأ جيوبهم وأفواههم ونسوا بل تناسوا أن فاه الانسان لا يملأه سوى الثراب، جفت الأقلام ورفعة الصحف.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق