Modawenon

حڭروني حڭروني... هكذا سردت "مي تورية" من برشيد قصة معاناتها مع السرطان ،الخطأ الطبي والحڭرة

رفع الصور
رفع الصور
برشيد الغد- سعيد واكريم
قصة "مي تورية" ليست كمثيلاتها، قصة يبكي لسماعها الحجر ويلين لها الفولاذ وذلك لقساوة فصولها، "مي تورية" القاطنة بحي الراحة مدينة برشيد والأم لثلاثة أكباد تحكي لبرشيد الغد أطوار معاناتها مع المرض والخطأ الطبي من جهة، وتوجعها من حكرة بعض أشباه الأطباء من جهة أخرى.

 الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء هذا المثل الذي تتناقله الألسن لمسته "مي تورية" في بدنها بعد ابتلائها بسرطان الثدي والذي نخر صحتها شيئا فشيئا، لكنها بالرغم من ذلك لم تستسلم قاومته بكل ما أوتيت من قوة بفضل صبرها وثباتها وإيمانها بقضاء الله وقدره، ركبت سفينة التحدي وخاضت غمار العلاج، علاج أقل ما يقال عنه فضيع وذلك للآلام المصاحبة له بحيث لا يعرف هذا الإحساس سوى من رمت به الأقدار وعاشه، إنه العلاج الكيمياوي والدي يعتبر أحد وسائل علاج السرطانات من خلال مقاومة الخلايا المسرطنة كيميائيا وتدميرها.

 بدون تلعثم وبنبرة متحسرة تقول "مي تورية" أثناء إحدى حصص العلاج بالكيماوي بمستشفى أبو الوافي بالدار البيضاء وبعد أن ثَـبَّـتَـت إحدى الممرضات الصمام على ساعدها صرخت بعد أن أحست بآلام في يدها "كانغوت كانقوليها إيدي إيدي تنفخت إيدي ضرتني إيدي ضرتني كاتقول ليا داكشي عادي ماتقبلاتش هضرتي شوية تفرقعت ليا لِــيـبـرا فإيديا عاد جاو كايجريو داروا ليا الثلج فإيديا كملت الحصة ديالي وخرجت بإيدي منفوخة...".

هذا وقد وصفوا لها أدوية كلفتها الشيء الكثير علما أن "مي تورية" تعيش وضعية مادية صعبة، لكن حالتها لم تزدد إلا سوءاً مما اضطرها أن تتوجه نحو مكتب الطبيب المسؤول عن حالتها بنفس المستشفى (أبو الوافي) فكان رده عليها كما صرحت "الطبيب جرا عليا ماتقبلش الفكرة قال ليا سيري ألالة منك ل 40 (ميريزكو) حنا ماعدنا مانديروا لك" وتابعت "هاذ الناس تكرفصوا عليا بزاف وعَـوْقُـونِي من إيدي وانا كانكافح على ولادي وخلاوني يد اللور ويد لقدام حسبي الله ونعم الوكيل فهاذ الناس".

وبالإضافة لهذا كله قصة "مي تورية" لم تقف عند هذا الحد بل وكما سردت فقد تعرضت لتهديدات هاتفية شديدة اللهجة في حال خولت لها نفسها مقاضاتهم على الخطأ الطبي الذي ارتكبوه في حقها "نعست 15 يوم ف 40 (ميريزكو) هاديك الساعة عايطوا ليا فالتيليفون وقالوا ليا شوفي لايعمر ليك شي واحد راسك ودعينا راه ماعندك ماتصوري غاتجيبي الهلاك لراسك".

وآلام "مي تورية" لازالت متواصلة وقصتها لم يُــسْــدَل ستارها بعد فمؤخرا علمت أن كبدها تأثرت أيضا بفعل تدهور حالتها الصحية كما أن يدها قد شلت ولم تعد تحركها، هذه اليد التي رأت الويلات في مستشفى يستحسن وصفه ب" بُوطوَار" ، كيف لا وقد انفجرت ابرة في هذه اليد التي كانت تعين بها متطلبات أسرتها البسيطة، هذه اليد الطاهرة التي كانت تبحث عن لقمة عيش حلال لكنها اصطدمت بوحوش بشرية لا رحمة ولا شفقة في قلوبهم.

 الآن "مي تورية" هي طريحة الفراش إن لم نقل أصبح الفراش طريحها، فبعد أن كانت معيلة الأسرة هي الآن عالة على الأسرة فقد خارت قواها وجف ريقها وهي تصرخ وتقول " حڭروني حڭروني... حقي ضاع وكانطلب من المسؤولين ياخدوا ليا حقي".

 المرجو النشر على أوسع نطاق حتى تصل قضية هذه المواطنة البَرشـيدية للمسؤولين أو لذوي القلوب الرحيمة لربما تجد من يقف معها في محنتها ولا تنسى أن "مي تورية" قد تكون أمي أو أمك أو أحد أعز أقاربك فالدال على الخير كفاعله.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق