Modawenon

الجزء الثامن: والد الباشا برشيد في ضيافة إمبراطور

رفع الصور
رفع الصور
الجزء الثامن: والد الباشا برشيد في ضيافة إمبراطور
برشيد الغد: بتصرف 
عين السلطان الحسن الأول عبد السلام برشيد،والد لباشا برشيد،على رأس البعثة التي أرسلها إلى ألمانيا، وكان مصحوبا بعبد الرحمان بركاش، باشا الرباط، فيما بعد ووالد أحمد بركاش، الوزير السابق وأول عامل على مدينة الدار البيضاء في عهد الاستقلال، وبصحبة ترجمان يهودي من طنجة وبعض الأعيان.
وجاء في كتاب صدر عن وزارة خارجية ألمانيا بعنوان :" ألمانيا والمغرب من سنة 1870 إلى 1905"، أنه بعد فشل المؤتمر الدولي المنعقد في ماي 1888، والذي كان من المتوقع أن يجعل حدا للحماية الفردية الممنوحة للأشخاص،قرر السلطان الحسن الأول ربط علاقة متينة مع ألمانيا،وأعلن عن رغبته تقديم التهاني للإمبراطور كيوم الثاني، بعد أن اعتلى عرش أسلافه ، وحلت البعثة التي يرأسها القايد عبد السلام برشيد بألمانيا في 29 يناير 1889،وخصص له استقبال رسمي،وأثار انتباه الصحف الأوروبية إجلاس الإمبراطور كيوم للقائد عبد السلام بالمكان المخصص بالأوبرا.
كان القايد عبد السلام يجيد لعب " الشطرنج "، ومن بين الطرائف التي وقعت له، يحكي أحد أحفاد الباشا، أن والد جده لعب مع بسمارك ، المستشار ورئيس وزراء الإمبراطور كيوم الثاني،هذه اللعبة فتفوق عليه، فأخبر بسمارك الإمبراطور بأن السفير المغربي هزمه في لعبة الشطرنج، فطلب منع بأن يأتي به ليلعب معه بدوره، وكان له ما أراد.
في لحظة حاسمة من اللعب تبسم رئيس وزراء الإمبراطور، فاستفسره هذا الأخير عن سبب ابتسامة، ليتردد المستشار في الإجابة قبل أن يخبره أن السفير المغربي تعمد ألا يهزم الإمبراطور رغم الفرص التي أتيحت له.
كافأ الإمبراطور كيوم عبد السلام برشيد بأن أهداه "سيكار " من كوبا لكن صاحبنا لم يكن يدخن، فأخرج قطعة قماش من جيبه ولف فيها "السيجار " فسأله كيوم لما فعلت هذا، فأجبه بأنه يريد الاحتفاظ به كتذكار لذلك اللقاء، فقال الإمبراطور حسب ما حكى السفير لأبنائه: "ليس بهذا ستتذكرني".فنادى على أحد خدمه الذي أحضر له علبة صغيرة مصنوعة من الفضة ومزينة بمجوهرات وأحجار كريمة، فأهداها له قائلا: " بهذا ستتذكر الإمبراطور"... لكن العلبة المهداة فقدت بعد "السيبة" التي عرفتها قبائل الشاوية في عهد الباشا محمد بن عبد السلام.
يتبع.. 
 بتصرف من مجلة مغرب اليوم عدد233

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق