Modawenon

الباعة الجوالون ( الفراشة) ببرشيد

رفع الصور
رفع الصور
الباعة الجوالون ( الفراشة) ببرشيد
بقلم : محمد الكناوي
يكثر الجدل حول ظاهرة الباعة الجوالين ( الفراشة ) وكأن الظاهرة فريدة بهذه المدينة آو بالوطن عموما ، والعكس الصحيح إذ الظاهرة عالمية شائعة حتى في أرقى الدول ، لكنا نتفرد في التعامل.
في دول أخرى يعتمد ( بضم الياء ) النظام والضوابط القانونية والزمكانية ..بينما أشعل البائع الجوال "رالبوعزيزي" في تونس فتيل الفوضى التي تعيشها دول عديدة إلى اليوم ، باسم ربيع مصطنع لم يزهر الا شوكا، وليس هذا القصد من كتابتي هذه ، إذ أناقش الظاهرة في هذه المدينة كأحد أبنائها ، ورأيي خاص غير ملزم.
الفراشة هم باعة جوالون نصادفهم في الطرقات ، وقد نجدهم يحتلون شارعا أو يسدون أزقة ، وقد يقطعون خلوتك في مقاهي المدينة ، بل قد يطرقون بابك يعرضون عليك سلعا وبضائع لا تهمك ،كما تختلف السلع فمنها الغذائية وحاجيات النظافة والملابس والالكترونيات بل حتى الأدوية ،اقتصاد مبطن داخل اقتصاد الدولة وهذا بيت القصيد.
الباعة الجوالون بمدينتي مغاربة اغلبهم من المحيط ، وأعيب على البعض منا وحتى من يمثلوننا النزعة القبلية المتجذرة لدى الكثير " ... هذا مزابي ... هذا مسكيني ... هذا رحماني .." وأقولها بصريح العبارة : " هؤلاء مغاربة ، من رعايا سيدنا ، وما حاركينش عندنا ..هم في وطنهم ..يكسبون أرزاقهم بعرق جباههم وكد سواعدهم .." والمشكل يكمن في كون العقول البسيطة لا يتعدى تفكيرها ما بين الصرة والفرج ... يحمل ممثلنا هاتفه لمسئول السلطة ويرمي عليه باللائمة في الفوضى الذي يحدثها الجوالون في الشارع العام ..فيرمي المسؤول باللائمة أسفله ، وتعقد اجتماعات استعجالية ويزج برجال وأعوان السلطة في واجهة المواجهة ، وقد عشنا حالات اعتقل فيها أشخاص احدهم مقدم ، حالة وفاة بائع النعناع ، والرجل المريض بالقلب الذي نزع منه الميزان فوقع ..والحالات عديدة نلقي ، باللائمة ونحمل السلطات المسؤولية ، ولا نكلف عقولنا بدائل الصيغ ، والمواطن الأخر يستنكر الفوضى العارمة في المدينة ..أزقة تقطع وشوارع تحتل وملك عام يكترى، ومن أوكلنا إليهم أمورنا لا يهمهم إلا التبجح والتصور قرب خيل وشم البارود والمفاخرة بالحسب والنسب لحريز وعمر ولحسن وزاكور والباكور.
وكان من الاجذر لمن تحمل وزر مسؤوليات المدينة ، أن يقوم بتجديد الإحصائيات ومنح أرقام وتراخيص استغلال مع خلق مناطق اقتصادية تحكمها الزمكانية ، وفراش يحمل رقم الترخيص محدد الموقع وتحديد واجب شهري كسومة كراء الملك العام المستغل ..وتعيين أمناء وحراس مع التأكيد على أخلاقيات السوق .. ويمكن تزويد هذه المناطق بكاميرات مراقبة ولوازم السلامة ومرافق صحية، إجراءات بسيطة يمكن أن تضخ أموالا في ميزانية الجماعة المثقلة بذعائر الفساد وتعزز فرص العمل ، والقيسارية القديمة نموذج المنطلق.هذه المنطقة مغلقة بالباعة الجوالين وزاد الطين بلة أن أصحاب المحلات تقاسموا الملك العام وأضحوا يتقاضون سومات كرائية على الملك العام.
بينما تؤدي البلدية من أموال دافعي الضرائب واجبات النظافة ...واحذر من ظاهرة بدأت تتفشى ..ظاهرة فتوة الأسواق ..اذ يقوم أشخاص بالحي الحسني خاصة بفرض رسوم على الباعة لصالحهم بالقوة وتهديد بالسلاح الأبيض ،وأشير إلى أن من الباعة من هم ليسوا من ساكنة المدينة إذ يأتون من البيضاء للتجارة .. وندائي لأهل الجماعة ، تحملوا مسؤولياتكم التي تحملتموها برضى منكم إذ لم نطلب منكم تحمل همومنا وحل مشاكلنا ..وعدتم ..ففوا بوعودكم ..أمام الله والوطن والملك ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق