Modawenon

موت السياسة وحياة الانتخابات

رفع الصور
رفع الصور
موت السياسة وحياة الانتخابات
برشيد الغد : متابعة
عندما تسود ممارسات ما وتطفوا تكرس فعلا وسلوكا يأخذ بحكم الإضطراد قوة العرف الملزم .هذا الأمر ينطبق على الشأن المحلي . فقد أدى الفعل الممارس من طرف من افترض فيهم جدلا أنهم ساسة إلى تكريس مفاهيم وأخطاء شائعة عن السياسة، ويتأثر الشارع المهتم من غير تكوين بهذه السلوكيات.
فقد خلف الفعل السياسي عرفا لدى الناس أن السياسة هي الانتخابات وفعلها من حملة ووعود وكذب وبرامج فارغة .هذه المقارنة الغير السوية أفرغت الفعل السياسي المحلي من محتواه الأخلاقي والنضالي التأطيري ، مما أنتج كائنات انتخابية تتقن الانتخابات وتحولها إلى حرفة بقواعد يصنعها المال والنفوذ و" الحياحة ". وفي مفهوم السياسة النبيل لا مكان للحياح.
قد يقول البعض متأفكا أنه لا ضير على المصلحة العامة من تقزيم دور السياسة في فعل انتخابي محض .فهذا إدعاء باطل وجند من جنود الكائنات الانتخابية ، فقد أدى تطبيق هذا الإدعاء على أرض الواقع إلى موت السياسة،رغم أن السياسة وطنيا تحتضر ولكن هناك قناديل نور تشع قلبها ولو بالصدمات الكهربائية ،أما محليا فقد ماتت السياسية وغسلت وكفنت وذفنها الكائن الانتخابي في مقبرة النسيان.
فأغلب المسيرين للشأن المحلي هم كائنات انتخابية تقتات على تسيير جماعة ترابية أو الترشح للمقاعد البرلمانية دونما فعلا سياسي.
فمحليا جميع الأحزاب نائمة لا تستفيق إلا على أزيز فتح باب دكاكينها الانتخابية المناسباتية، فلا مكاتب محلية تشتغل ولا شبيبة تنشط ولا قادة محليين يحتلون مناصب داخل المؤسسات الحزبية.
وهذا مرده إلى غياب الساسة وموتهم على حساب حياة كائنات انتخابية ولنا في الاستحقاقات البرلمانية القريبة مثلا .
فما يسمى بالسياسي هنا محليا هو بشروط ترسخت في الوعي الجمعي ومنها أن يكون عضو في المجلس الجماعي أو الإقليمي أو الجهوي .وأن يكون له من الأعوان حياحيا يهتفون بحياته وكأنه موسوليني.
وقد تناسى وعينا الجماعي أن هناك ساسة لا غرض لهم بالانتخابات وفعلها ، وتأسيسا على كل هذا نتذكر تساؤلات ، أو ليس الكاتب الإقليمي أو الفرعي لحزب ما أو عضو ما في فرع محلي ،و لم يترشح للانتخابات ليس بسياسي ؟ أو ليس ذلك الشاب في شبيبة حزب ما و لم يترشح ولا يرغب في ذلك في أمد متوسط بسياسي؟ إن كان لا ،فمن هو السياسي ؟ أهو ذلك الكائن الموسمي الذي يقزم السياسة في الانتخابات وفعلها ، و لا يظهر له أتر إلى مع صوت أزيز فتح الدكاكين الانتخابية؟ هل السياسي هو ذلك الذي يعتمد في نجاحه في صفة انتدابية على "حياحة" ومال وسلطة ويتخلى عن مناضلي الحزب وقواعده وثروته اللامادية المتمثلة في الأدرع الجمعوية والاجتماعية النقابية ؟ أليس السياسي هو الذي يشتغل لسنين ينشط في إطاره الحزبي بلقاءات ومهرجانات تواصلية وشبكات جمعوية ونقابية تشتغل مع المواطن بشكل يومي ؟ أم أن السياسي هو ما كرسه الفعل الانتخابي.
أنه ذلك الذي يدعم الحياحة ويستعين بالبلطجة ، و ينشط في المقاهي يطعم الناس لشهر أو شهرين ؟ أيعتبر سياسيا من لا يملك من الخطابة فنا ولا من تواصل طربا ؟ ...
مالكم كيف تحكمون ،أتجعلون السياسي كالكائن الانتخابي ! لا وربي لا يستويان مثلا.
كل تشابه في الشخوص أو الصفات فهو محض الصدفة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق