Modawenon

بين التشريع والمشاريع

رفع الصور
رفع الصور

بين التشريع والمشاريع
 بقلم: محمد باي 

في المقاهي غالبا ، في البيوت أحيانا وفي مقرات الأحزاب نادرا لا حديث يعلو على موضوع الانتخابات التشريعية، وللتذكير ، فدور البرلماني يتمثل في دراسة مشاريع القوانين ، اقتراح التعديلات ، التصويت على الميزانية، مراقبة استعمال المال العمومي ومراقبة عمل الحكومة من خلال الأسئلة الموجهة للوزراء وأعضاء الحكومة وكذلك الاشتغال داخل اللجن الدائمة وأخيرا التواصل مع القاعدة على مستوى الدائرة الانتخابية...

 أعتقد بأن جميع المرشحين ، بحثوا أو انهم يعلمون مسبقا بدور البرلماني.. وبعد الإحساس وحتى اليقين بقدرتهم و بأحقيتهم في الترشح نظرا لإلمامهم وحنكتهم ومدى قدرتهم على إعطاء الإضافة تقدموا بترشحهم لهذه المهمة .. 

ومن يشك في عجز هذا أو ذاك بحجة أنه منذ أربعين سنة خلت (1976 الى 2016 ) وبرلمانيو هذه المدينة لم تتجاوز مداخلاتهم في قبة البرلمان الساعتين؟ نقول لهم بأنه ، وبكل أسف، لم تتح لنا الفرصة لمجالسة كل المرشحين و الغوص في أعماق أفكارهم وتصوراتهم وطموحاتهم ، ولو كانت كذلك ، لاستمتعنا بحماستهم وغزارة أفكارهم في التشريع تماشيا مع طموحاتهم ورغبة النظام في رقي وتطوير المؤسسات وخاصة المؤسسة التشريعية؟؟ وحتى من يردد بأن المنخرطين والمناضلين في أغلب فروع الاحزاب ما عقدوا اجتماعات وما تقدم أكثر من مرشح ببرنامج أو تصور مع تعريفهم بمؤهلاته وتكوينه ، وأنهم لم يستشاروا وانهم أخر من يعلم وأن بعض المرشحين حملوا "تزكياتهم" في سياراتهم وراحوا يبحثون على الوصيف وباقي المرشحين دون العودة الى القواعد المحلية أو الإقليمية ... نجيبه بباسطة بأن هناك بعض الأمور تقال لكل الناس وأخرى يستشار فيها بعض الناس وأشياء أخرى تظل مدفونة إلى أجل مسمى؟؟ يجوز لبعض المرشحين أن يرددوا بعض الشعارات المتكررة و"الباسلة " وأن يلجؤوا الى محلات التجميل لتجميل الصورة والتاريخ ليصبحوا فجأة منضالين وخدام للصالح العام وأن همهم الوحيد هو جلب للمدينة وللإقليم مشاريع ومشاريع للنهوض بالمنطقة ، بيد أن الخطاب الذي وجب ترديده يختصر فقط في دور البرلماني والى أي حد يستطيع هذا أو ذاك أن يساعد في تطوير مردودية المجلس التشريعي ؟؟ لأني ما سمعت قط ولا أعرف بأن دور البرلماني يتجلى في استقطاب المشاريع؟؟ .

لا انظر الى المشهد الانتخابي بنظرة سوداوية أو متشائمة ، فأسس الديمقراطية تقف عند الانتخابات ، وصادقا أقول لست ضد هذا الشخص أو ذاك في الترشح ولا حتى الفوز في الانتخابات ، فمن الغباء أن تتمنى أشياء غير واقعية وغير منطقية ..

 لذا لا تحاولوا أيها المرشحون أن تجعلوا من كل منافس عدو بحجة أنه "مدفوع".. وكل من يكتب أو ينتقد أو يصمت عدو.. وكل من تعاطف مع هذا دون الاخر عدو .. وحتى الذي توارى الى الخلف عدو.. بل ضعوا أمام أعينكم الاعداء الحقيقيين لهذا الوطن وحاربوهم بما أوتيتم من علم ومعرفة ، بالعمل والجد وبتحمل كامل المسؤولية حاربوا الجهل والامية والفقر، واجعلونا نتباهى أمام الدول بمستوى وقيمة مؤسستنا التشريعية، نعم، فلكل الحق في الترشح، في الحلم، والتمني بالفوز، لكن من حقنا أن نحلم وأن نتمنى بأن يكون في المؤسسة التشريعية وجوه تتوق شوقا لسماع مدخلاتهم ومداخلاتهم الجادة والهادفة بأسلوب وبمعطيات مضبوطة وبحجج دامغة وبحرارة صادقة خدمة لصالح هذه الوطن الغالي أولا وأخيرا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق