Modawenon

نسمع و نرى ثم نتكلم

رفع الصور
رفع الصور
نسمع و نرى ثم نتكلم
بقلم : مصطفى الحطابي
في مجمل الأحداث الآنية، تتكلم من سيصبح الرئيس فهل سيعود الملتحون إلى القمة، أم سيتصدر العرض الجديد شكل أخر، نجد أن الجرار هو الأقرب، لكن للأسف نفس الدمى رغم اختلاف، أما المضمون و اللاعب واحد، لا أجد سببا مقنعا لمساندة هذا أو ذاك، رغم تلك النقود المصروفة، يمكن بها سد ثغرات كالتعليم و الصحة، ليس لطباعة الأوراق المرسوم فيها وجوه بعض الخونة، ليرميها بعض الصعاليك أو كتابة أرقام هواتفهم لتحرش على بنت ربما تكون أختي أو أمك.
لماذا لا نفهم أن كل هذا النقص، مجرد أداة ليوضع بها البرنامج الانتخابي، ليصل إلى وعود كاذبة، لماذا يصرف المرشح أموالا بالملايير على الانتخابات، هو يعلم أنه يستثمر و حتى إن خسر فالدولة سترجع له نسبة من الخسائر، لماذا تلك الأموال لا نبني بها مساجد أو مطاعم مجانية للفقراء، لكي لا تزداد الثغرة بينهم و بين الأثرياء الذين سرقوا عرقهم، لماذا لا يبني شركة يشتغل فيه الشباب، أنظر كيف سيكفل بهم كم من عائلة، أين الأمن الذي يتكلمون عنه ؟ 
على اثر ما أراه الآن، خوفي على مدينتي ثم بلدي، أجد نفسي و شبابا أخر مثلي، ضحية لغطرسة بعض الأميين الذي لا يعقل أن يتحكموا في مصير أمة، و هم لا يفهمون ما هو المصير ؟ فالحصيلة للمجموعة الأولى، بالمقارنة مع ما كان يتكلمون عنه، هزيلة من كل النواحي، زيادة في المديونية و البطالة ثم الحاجات المهمة للفقير كالمأكل و المشرب، فالباقي هو الهواء الذي لو وصلوا إليه لجعلونا نعطيهم مقابلا له، لا يمكن أن نتكلم على الأشياء السلبية، و لكن هم أحسن من غيرهم، على أقل يسرقون أقل من الآتين، يعملون قليلا و مسيرون، لكن الآتي هو أعظم لمن استهزءوا بعقليات الشباب فظنوا أن تصويتنا مرتبط بفتح المكالمات عبر الإنترنيت، هنا تصبح مفاوضات فحقك يعطونه لك بشروط تكبلك، فالحلم هو الرفاهية، أما نحن فنحلم بالتعادل بل نحلم بحقوقنا.
دائما أتحدث عن القانون، الذي فرضوه على الضعيف، رغم أن العدل هو أن القوي يحمي الضعيف، لا يظلمه و يأكل حقه، فتخيل كيف لأحد يشرب من ماءك و يأكل طعامك، ثم يلبس ملابسك، رغم أنك لا تستطيع أن تعارض قراره أو تناقشه، ستعطيه أحقية بالعودة لمنزلك بعض ابتعادك، لكن عندما تجد صاحب القرار معه و القاضي معه، فأنت مضطر لتقبل الوضع، ألا تعارض، لكن عندما تنهض أنت و عائلتك وقفت رجل واحد ستطردونه، إن جارك قرر مثلك سيبدأ الوعي، لكن الجبن للبعض وراثة، الاختباء وراء الحائط حتى ينام مع أسرته غير مرتاح و لا أمن.
في النهاية ... كيف لأم و أب يخافون التكلم على السياسة، لتصبح مثل الجنس، أن يربوا أبنائهم بدون خوف، أن يبنيا مجتمعا ديمقراطيا، كيف لأمة يترأسها جاسوس أو دمية، أن تبني مجتمعا مثقفا، ما عدا إن كانت الثقافة ما يصطلح به أن يحرم الرجل أو المرأة من استمتاعها، و المعنى واضح، كيف لدولة بلا دين يعني بلا هوية تريد منها التفوق، فعندما ننام صراحة نتمنى ألا نفيق لأننا نندم على مكاننا هنا، و حين نفيق نحسد من ماتوا في قوارب الموت على فرارهم من هنا، بل حتى لو متنا سنموت من أجل قضية نؤمن بها، فالكون يسير نحو الأمام أما نحن فقد أنسونا كيف نسير فجلسنا ننتظر الموت.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق