بقلم : بقلم شيماء عباد - الاستثمار الانتخابي -
برشيد الغد : متابعة
من شروط الاستثمار وجود رأسمال مادي ملموس ، ومن شروط التقدم للاستحقاقات سواء الجماعية أو التشريعية ، في مناطق بعيدة عن الوعي السياسي الحقيقي بكامل مقوماته كإقليم برشيد ويضع نقط سوداء في المغرب السعيد ؟يشترط في المرشح أن يكون من "مالين الشكارة" إن هو أراد الحصول على تزكية حزب من الأحزاب آو استمالة صوت الناخب.
المال إذا معيار أساسي لقياس مدى تأثير السياسي في الساكنة هكذا هو المعتقد السائد عند الأغلب إلا من رحم ربي من شباب نستبشر فيه خيرا ، بل الأدهى أن المواطن نفسه يميل ميزان تعاطفه كلما زاد سخاء المرشح في العطاء فلا يهتم بالحزب آو إيديولوجيته ولا برنامجه الانتخابي ،بل أن حوارات هذا الأخير تقتصر على "شحال غادي يعطي فلان" أو "ولد شكون".
العلاقة بين المرشح "مول الشكارة" والمواطن "الناخب" هي تكريس لعلاقة الكساب برؤوس الغنم الذي يستثمر فيها بكل ما جادت عليه عليه الحياة من مال لإطعامها بأفضل أنواع العلف جودة والحرص على أن يكون نموها نموا طبيعيا لا تشوبه شائبة ليس حبا فيها طبعا لكن طمعا في بيعها بثمن مضاعف لذاك الذي حجزه كمصروف لمدة رعايتها وليكون استثماره في تربيتها ناجحا ، لذا لا يمكننا تصديق أن شخصا معينا قد يصرف أموال طائلة في حملة انتخابية بغض النظر عن مشروعية ما يروج بها وفيها، ابتغاء محبة الناس والوصول إلى مركز القرار خوفا على مصالحهم ورغبة في إيصال أصواتهم .
أي منطق هذا قد يصدق حجة واهية كهذه ؟ ونحن في زمن الأقنعة ومصلحتي فوق كل شيء . بل إنها الامتيازات المغرية التي تصحب الفوز بمقعد برلماني وثير ،أجر سمين و علاقات جديدة تمنح نفسا جديدا للمرشح الفائز و تدفع بأغلبهم للترشح مغلفين برداء المصلحة العامة ظاهرا مبتغين المصلحة الخاصة باطنا وهكذا يكون قد نجح استثمارهم ولم يذهب كل ما صرف على المواطن المغلوب على أمره سدى وهباء منثورا.