أذناب الفساد تبرر الفاجعة...!!
برشيد الغد-بقلم عبد الرحيم العماري
إن فاجعة الحسيمة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر تمرد على البطالة بإقتراض دريهمات خلق منها معاشه اليومي ، ليسد رمق عائلته بدخوله سوق السمك ، ضاربا بعرض الحائط ما ستسفر عنه سياسات التشغيل التي يتبجح بها جوق من ساستنا في مراقصهم الانتخابية ، وإعتبرها كلمات تلوكها الألسن لجمع كم من الأصوات تجعلها قنطرة فوق ظهورنا للإختلاس ، وتقاسم الكعكة الدسمة التي طهاها الشعب بسواعد أبنائه .
هذا الشاب الشهيد هو صورة واضحة المعالم لواقع شباب يتصارعون مع العطالة بإجتهاذاتهم الذاتية ، دون مساعدتهم بحلول قد تريحهم من كابوس الفقر والحرمان ، بل أصبحوا ينتظرون في ظل هذا الجو المظلم والمستبذ يوما فيه يعصرون ويطحنون .
إن فاجعة الحسيمة و كما سبقها من الكوارث التي يقاسيها المواطنون بفعل القرارات المتهورة يدفع ثمنها من لا يد له فيها وهو مغلوب على أمره ، ويقدم ككبش فداء ، وقربانا لغسل آثار الجريمة .
ففي هاته الواقعة الاليمة لاحظنا أن أول من قدم هو منذوب الصيد وبدأت آلة المقصلة توجه سكاكينها حول سائق الشاحنة .
هاذين الفردين هما كبشا الفداء ، أما المسؤول الحقيقي فيختفي وراء ستار منيع ، وخرج مسؤوله في الداخلية ببيان يبعده عن مسرح الجريمة ، كما خرج أساقفة الفساد من العوام تنادي بضبط النفس وعدم الاحتجاج بدرائع واهية ، بأن جهات ما سوف تركب على الحذث وتعرض أمن البلد للخطر ، وقد تناسيتم يا منافقي القوم بأن أسيادكم ركبوا على ظهر الشعب منذ سنين خلت ، وقادوه الى غياهب الفقر والحرمان والقهر والعصر والطحن...أم انكم تفكرون في بطونكم ولا تفكرون في كرامة المواطن .
إن عصر محسن الحسيمة بآلة عصر النفايات ليس أقل ضررا من عصر الملايين الفقيرة والمحرومة من الشعب بعدادات وآلات الماء والكهرباء و الزيادة في المواد الاساسية والغذائية في كل يوم ، وفركه بكل أشكال القمع والتضييق .
فمحسن مات في لحظة محددة ، أما نحن فنموت بالعرض البطيء كل يوم ...