Modawenon

خديجة أمانة في رقابكم

رفع الصور
رفع الصور

خديجة أمانة في رقابكم 
برشيد الغد- فخر الدين بوزيد

 معنا اليوم حالة اجتماعية صعبة تستدعي منا تظافر الجهود و نبذ الشكوك و تحمل مسؤولياتنا إزاء بني جلدتنا كما هو مطلوب منا كمسلمين و ليس بالكلام فقط ، معنا اليوم إنسانة بقلب مليء بالحياة لكن بحواس ميتة فلا سماع و لا كلام و لا استيعاب لما يجري حولها .

 عندما رأيت خديجة ظننتها للوهلة الأولى طفلة صغيرة فسألت والدتها إن كان عمرها يناهز العشر إلى إحدى عشر سنة ظنا مني أنني قد توفقت في التقدير ، فإذا بالأم تصدمني بحقيقة سن ابنتها : 21 سنة !!! تبدو خديجة رغم دخولها في ربيعها الواحد و العشرين طفلة صغيرة تصرخ البراءة من ملامحها الطفولية ، تنظر إليك بعينين يشع منهما بريق غريب و يتأرجح وجهها بين فرح تلقائي و حزن عميق فتصيبك بالإرتباك مهما كنت واثقا من نفسك ...

 فخديجة الصماء تكلمك في صمتها بكل لغات العالم ، خديجة البكماء تسمع نبضات قلبك من تحت ضلوعك و خديجة المتأخرة ذهنيا تفهم بحدسها نواياك و تقرأ أفكارك قبل أن تغادر جمجمتك فتتجسد كلمات أو حركات . خديجة هذه تختزل الألم في أغرب تجلياته ، و تختزل الصبر في أجمل مظاهره و تختزل الضياع في أعمق أعراضه ... هي تعيش بيننا دون أن ننتبه لها ، تأكل و تشرب و تتحرك و كأنها تعيش ، لكنها في واقع الحال ميتة بالحياة : فهي لم تعرف للطفولة طعما و لم تلعب في صغرها مثلنا و لم تتمدرس و لم تستفد من أي برنامج لتعليم ذوي الإحتياجات الخاصة بل لم يسبق لها أن تلقت أي دعم أو مساعدة رغم انخراطها بعدة جمعيات من ذوات الإختصاص . 

خديجة التي توقف جسدها عن النمو و هي بنت العاشرة وجدت نفسها في الواحدة و العشرين دون أن تحصل على أي من حقوق المواطنة بل دون أن تحس بإنسانيتها في عيون الآخرين ، كل ما حصلت عليه هو حنان أمها التي تعمل بين الفينة و الأخرى في البيوت و تلبية والدها قدر مستطاعه هو المريض المياوم في سوق الشغل المحلي لأدنى متطلباتها كإنسانة .

 خديجة الآن تحتاج إلى كل شيء فكيف نعلم بحالتها و لا نهتم و هي بين مطرقة مرض معقد يحرمها من النطق و السمع و الفهم و العيش بطريقة طبيعية و بين سندان فقر رهيب لا يمكن والدها المريض هو الآخر ووالدتها المغلوبة على أمرها من تلبية أبسط حاجياتها .

 خديجة تحتاج إلى متابعة طبية و إلى أدوية و تحتاج هي و أسرتها إلى كل شيء من المأكل و الملبس إلى تغطية تكاليف الكراء و الفواتير .

 السؤال الآن هو : هل سنقرأ هذا النداء و نقلب صفحته دقيقة بعد ذلك ثم نمضي في حياتنا و كأن الأمر لا يعنينا ؟ أو أننا سنحاول مساعدة هذه الطفلة و أسرتها بما قدرنا الله عليه ؟ هنا ستظهر مدى إنسانيتنا و حسن إسلامنا و هنا أيضا قد تظهر قسوة قلوبنا و لا مبالاتنا بالمستضعفين منا .

 ختاما هذه الطفلة و ذووها من أطيب من عرفت من خلق الله ، و هم ناس بسطاء للغاية و القناعة شيمتهم فلا هم يستجدون العطف من أحد و لا هم يمدون أيديهم متسولين متوسلين و لولا أنني أصررت عليهم و أقنعتهم بنشر هذا النداء لما علم أحد بحالهم و هذا في حد ذاته حافز لنا على تقديم الدعم لهم فلمثل هؤلاء فرضت الزكاة و سنت الصدقة .

فعلى الراغبين في مساعدة هذه الطفلة و أسرتها الإتصال بوسيط الخير ذي الرقم التالي : 0601120802 أو التوجه مباشرة إلى محل سكنى الأسرة المعنية بزنقة علال بن عبد الله ..

 و في حالة تعذر الأمرين فجمعية المهاجر للأعمال الإجتماعية مستعدة للوساطة في إيصال مساهماتكم النقدية أو العينية عن طريق و سطائها السادة و السيدات : عبدالرفيق جناح ، الحاج بوزيد ، مريم البرشودي و فاطمة تيل ، ((( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون )))

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق