Modawenon

البحث عن مجرم طريق

رفع الصور
رفع الصور

البحث عن مجرم طريق
برشيد الغد- فخر الدين بوزيد

 لقي الشاب محمد حويمض البالغ من العمر 18 سنة حتفه على إثر حادثة سير مروعة تعرض لها يوم الخميس حوالي الساعة 7 صباحا بالطريق الرابطة بين مدينتي الگارة و الدارالبيضاء و بالضبط بتراب جماعة الردادنة القروية .

 و تعود وقائع هذه الحادثة عندما استيقظ محمد في ذلك الصباح فلم يجد شايا يفطر عليه قبل الذهاب إلى المدرسة ، فاستقل دراجته الهوائية و انطلق على مثنها لجلب علبة شاي من دكان يوجد بجانب الطريق المذكورة دون أن يخطر على باله أنه ذاهب لمعانقة الموت .

 كان الظلام لا يزال يخيم على المكان و كان الجو باردا و كان محمد يسير بدراجته على جانب الطريق فإذا بسيارة آتية من اتجاه البيضاء تصدمه بقوة لترديه قتيلا في الحين قبل أن يلوذ سائقها بالفرار مخلفا وراءه جثة هامدة و بجانبها دراجته المعجونة و زجاجا مكسورا و واجهة سيارته السفلى ( البارشوك ) .

عندما اكتشف بعض المارة جسد محمد المرمي على الإسفلت كانت إحدى رجليه مقطوعة و كانت الدماء تغطي جميع أنحاء جسمه الذي أصيب بعدة كسور في عدة أماكن فكان بحق منظرا بشعا و مشهدا فظيعا و جريمة شنعاء في حق محمد و أسرته التي كان يعيلها .

 و يقول شهود عيان عاينوا هروب السائق المجرم بعد إزهاقه لتلك الروح البريئة ، أن لون السيارة القاتلة كان أبيضا و أن إحدى عجلاتها الأمامية كانت مفشوشة و مع ذلك تابع عليها الهرب ، في حين قال آخرون بأن تلك المركبة كانت من نوع مرسيديس 190 و أنها تركت وراءها على طول مسافة هروبها زيت المحرك سائلا . 

و تقول أم الضحية السيدة عائشة درويش أن المرحوم كان كل أملها في هذه الحياة القاسية و أنه كان معيلها الوحيد حيث كان يشتغل إلى جانب متابعته للدراسة و كان يكافح ليس فقط من أجل مستقبله بل و كذلك من أجل لقمة عيش يسد بها رمق أسرته ، هذا دون إطالة الحديث عن اعتناءه بأخته التي أصيبت بإعاقة جسدية بسبب تعرضها هي الأخرى لحادثة سير و التي وجدت في محمد الأخ و الصديق و كذلك الأب الذي توفي دون أن تشبع من وجوده ، و مع ذلك كله لم يتذمر محمد الصغير قط و لم يتهرب أبدا من المسؤولية التي ألقيت على عاتقه مبكرا منذ أن فارق والده الحياة و تركه يافعا .

 و تتابع الأم المكلومة أقوالها لكل من يريد سماعها مصرحة أنها فجعت بفقدان إبنها بعد رحيل زوجها تاركا في عهدتها أطفالا صغارا و لا تريد أن يذهب دمه هدرا لأن ذلك سيكون فاجعة إضافية قد تفقدها عقلها ، فأن يبقى قاتل إبنها حرا طليقا و أن يعيش حياته بعد أن سلب إبنها الحياة و حرمها هي من فلذة كبدها و من حلم رؤيته ناجحا و من رؤية أبناءه و زوجته ، هو أمر لن تطيقه و لا تستحمل مجرد التفكير فيه .

لذلك تترجى هذه الأم الباكية دما كل من يتوفر على معلومات قد تساعد على إلقاء القبض على قاتل إبنها أن يسارع إلى إشعار رجال درك مليلة أو أن يتصل بها مباشرة أو مع كاتب هذا النداء فيخبره بما يعرفه و يريح بذلك ضميره و يساهم في إحقاق الحق و تحقق العدالة قبل أن تطال عدالة السماء المجرم و كل من يتستر عليه . 

بدورنا نطلب من كل من يستطيع المساعدة على فك طلاسم هذه القضية المؤلمة أن يوافينا بالمعلومات التي يتوفر عليها و أن يترك الباقي علينا ، هذا دون أن يخاف من شيء أو من أحد فلقد تعودنا على التكتم على مصادرنا و على عدم كشف هويات من يريدون البقاء في الظل ... فإن كنت شاهدا أو راكبا مع القاتل أو ميكانيكيا أو صباغا ( طولوري ) أو سمعت من بعض هؤلاء ما قد يفيد في هذه القضية فلا تكتم شهادتك فيطالك الإثم و يغضب عليك الرب و ينتظرك العذاب الأليم يوم تشهد الألسن و الأيادي و الأرجل أمام علام الغيوب .

 أما الآخرون فالمطلوب منهم مشاركة هذا المنشور على أوسع نطاق عسانا بذلك نساعد على إلقاء القبض على سفاح الطريق ذاك و الذي كما فعلها مرة فأكيد أنه سيفعلها من جديد إن لم يوقفه أحد عند حده و قد يكون أحدنا أو بعض من أقاربنا ضحاياه المستقبليين لا قدر الله .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق