Modawenon

الراكبون على المصائب

رفع الصور
رفع الصور
الراكبون على المصائب
برشيد الغد- فخر الدين بوزيد

 كلما أصابتنا مصيبة في هذا البلد الآمن الأمين إلا و انبرى علينا سفلة القوم ينددون و يرعدون و يزبدون و كأن هذا الوطن لم ينجب أحرارا شرفاء غيرهم .. هي أصوات تكاد لا تسمع عنها إلا عند المصائب ، أصوات نشاز لا نعلم حقيقة من يقف وراءها ، أصوات من فصيلة عصيد و الهيني و آخرين من الذين يتربصون هذه الأيام بأفخم فنادق الحسيمة على نفقة جهات لا تعلن عن نفسها بل تختبىء وراء أمثال هذه الحثالة السياسية و الثقافية التي ابتلينا بها ، هم هناك يأملون أن يتفجر الوضع فيقال أنهم ساهموا في صناعة ثورة لا توجد إلا في أذهانهم المريضة ، ليرضى عنهم بذلك أسيادهم المعلنين و غير المعلنين .

 لقد انبرى هؤلاء و غيرهم من داخل و خارج الوطن كغربان السوء ينعقون فوق جثة محسن فكري حتى قبل أن تبرد و همهم في ذلك أن يصرفوا أحقادهم إزاء هذا الوطن الذي يلفظ أفكارهم البائسة و أحكامهم المستوردة و قناعاتهم الغريبة عن هذا الشعب الطيب المحافظ . 

 انطلاقا من هنا فإننا ندعو الدولة و النظام و القصر لإيلاء الثقة في هذا الشعب لأنه صمام الأمان الحقيقي للملكية و أن من كان يظن المخزن أنه من الخدام قد كشر اليوم عن أنيابه و أظهر أطماعه في الإستيلاء على الحكم و لو على جثة هذا الوطن و أشلاءه ، مما أصبح يستدعي من الدولة قص ريشه و تقليم أظافره و دحره إلى الجحر الذي رأى فيه النور من علاقة غير شرعية بين المال و السياسة و بمباركة جهات أجنبية نفخت فيه و روجت لأطروحته الغريبة عن ثقافتنا . 

 و أختم ها هنا بأبيات مقتبسة بتصرف أهديها للمخزن هداه الله على نفسه و على هذا الوطن : إن المصائب في أهل الوفا نعمٌ * قد ميزتْ بين أصحابٍ ودجّال وميزت بين من خانوا صداقتكم * وبان من كان حقا كالأخ الغالي شعارنا الحب فيه سوف نهزمهمْ * ونأسر الحقد في قيد وأغلال وإن بنوا جدارَ الظلم في زمنٍ * لن يحجبوا الحق عن شعب بغربال

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق