هدوء رهيب بعد الجزئية
برشيد الغد : زكرياء البرجي
لأول مرة في تاريخه يعرف إقليم برشيد انتخابات جزئية ، و رغم أنها هي الأولى مرت في ظروف استثنائية و عرفت بعض الأمور عجز متتبعي الشأن المحلي بتأويلها .
فبعد عراك تقديم الترشيحات ما بين جدلية ولد البلاد و البراني و كذا من اشتعل رأسه شيبا و تقدم للساحة ، و جد الشارع البرشيدي نفسه و سط خيارات يصعب إيجاد الأجدر و الأحق منها لعدم توفرها على ما يطمح له البرشيديون .
وفي حملة كلاسيكية تعود للعصور الوسطى تشوبها العديد من التناقضات و لا تليق بدولة نامية في القرن الحادي و العشرين ، حملة لا تواكب العصر ، منشورات ترمى في الشوارع ، و حياحة يصيحون بشعارات لا يعرفون أساسها ، و حتى من يدعي النضال منهم لا يعرف إديولوجية الحزب أو حتى ماذا يعني مصطلح الاديولوجية .
وفي اليوم المشهود ، يوم 7 من دجنبر الذي كان لساكنة الإقليم موعد مع صناديق الإقتراع لم يسلم هو الآخر من بعض الخروقات ، حيث قامت السلطة بإغلاق مكتبين بمدينة برشيد بسبب خروقات شابت عملية الإقتراع ناهيك عن الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب عراك دامي .
لم تنتهي قصة جزئية برشيد هنا ، حيث النتائج هي المفاجأة الكبرى ، اكتسح حزب الميزان نتائج الإنتخابات بفارق كبير عن حزب الجرار الذي كانت له حصة الأسد من حيث التعبئة في الحملة و التي وصل عدد المشاركين فيها إلى الآلاف .
أما الخاسر الأكبر حزب المصباح الذي خسر العديد من الأصوات بمقارنة مع الانتخابات التشريعية الأخيرة ، حيث انتهت شعبية الحزب مع زعيمه عبد الإله بن كيران و كذا مرشح الحزب و كاتبه الإقليمي لا يخدم تطلعات البرشيديين و الذي لم يسلم من إنتقادات من داخل حزبه .
و صبيحة اليوم الموالي عم المدينة صمت رهيب و كأن شيئا لم يكن ، لا تحليل و لا تأويل ، طويت الأقمصة و القباعات لموعد قادم ، صمت يمكن أن تأوله أكثر من تأويل ، لتنتهي الإنتخابات ليس كما بدأت .
إذن وسط هاته النتائج التي أرجعت المباراة إلى الصفر و استرجع بها الإستقلال مقعده ، ما هي الخريطة السياسية للإقليم ؟ و ما مستقبل برشيد في هذه الظرفية ؟