Modawenon

بشرى بلا : حياة بين الجبال و التمدن

رفع الصور
رفع الصور
قصيدة بعنوان حياة بين الجبال و التمدن للفاعلة الجمعوية بحد السوالم و أمازغية الأصل بشرى بلا 

حياة بين الجبال والتمدن
عن حياتي أروي هجرتي ومأساتي
مازال جرحي ينزف عن ضياع طفولتي
أتحصر كلما تذكرت يوم تركت دراستي
اللتي منع الفقر إليها وصالي
الفقر الذي اختار مصير حياتي
ومزق مستقبلي وحلم طفولتي
أقنعني بأن الأمل في هجرتي
حينها لا أدري ماذا يجري وما الذي أصابني
تذكرت فقري وجوعي ومعاناتي
وأني تركت الدراسة لأحمل الحطب على كتفي
وقطعت الكيلو مترات لأجلب الماء على ضهري
قلت يكفي هل سيظل هذا الحال حالي
فكرت دات صباح و أخدت قراري
حملت أمتعتي وهجرت قريتي
لتصبح بي الأحوال في أرض غير أرضي
أرض مختلفة غريبة عني
فيها لا أعرف أحدا ولا أحد يعرفني
جعلت أبكي وأصرخ يا خالقي
بركان يكاد ينفجر في داخلي
اصوات جنون تهتف في أذني
أين أنا أين بيتي وأين قريتي
أجبت نفسي بنفسي وقلت لي
أنا هنا لأنال نصيبي من الغنى وحصتي
هنا في المدينة يبدء جزء من قصتي
أضواء كثيرة وبنايات عالية يا إخوتي
لا جبال ولاحطب ولا بقرتي
فجأة سمعت همسا في مسمعي
يقول لي هنا الحلم والغنى وحريتي
بحثت عن عمل ولا شيء عندي
لا مالا ولا بيت ياهم زل عني
أعود في أخر الليل تغمرني وحدتي
أشكو لله ضعفي وظلم الحياة لي
مرة عشر سنوات على هجرتي
راكضة وراء الغربة لتحقيق أحلامي
للأسف مازال على ماهو عليه وضعي
أمور تحسنت وأخرى رافضة أن تأتي
لترى وتلمس الحلم يدمع في داتي
وترى كيف اغتصب الفقر طفولتي
وتدرك كيف أجهض ظلم الحياة حلمي
وعلى وشك أن يسلب شبابي مني
ذنبي الوحيد أني ولدت في جبل منسي
جبل في وطن أبلع فيه المسؤول حقي
مسؤول أكنز أموال أمة خانها لم يأتي
مسؤول خان ملكه وخان الأمانة لم يصغي
أكل حقه وحق الغير بعهده لم يوفي
رسم للفقر دربا ليغرس سيفه في ظلعي
حرمني من الطرقات والتطبيب وأسواق الأسبعي
منع وصال الماء و الكهرباء لبيتي المتواضعي
لا أعرف شاشة التلفاز ولم أشاهد النمر المقنعي
واليوم هنا جالسة أعيد بناء خقيقتي
فمهما اشتغلت وتعبت لن تعود طفولتي
مهما جمعت من مالا وكنوز لتعد ثروتي
لن يعود الحلم والدراسة ولا حلاوة صغري
اعذروني عن الحزن المتسلل بين سطوري
للأسف هذا سر الواقع ومرارة حياتي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق