Modawenon

لماذا لا ينتحر الفقراء ؟

رفع الصور
رفع الصور
لماذا لا ينتحر الفقراء ؟
برشيد الغد- مصطفى الحطابي

 كنت دائما أود طرح ذاك السؤال الجميل، لماذا لا ينتحر الفقراء ؟ رغم كل تلك الابتلاءات و المصائب، مبتسمين، يشعرون بالغبطة و الحلم، فيلدون فقراء و يكبرون فقراء، الفقر أنواع فهناك فقر الروح أو الجسد و الأمل ثم المالي يليه المعنوي، أو الفقر الثقافي و الديني ثم الأخلاقي ... إلخ

فبالنسبة للفقر المادي، هناك من يشتغلون عند أغنياء ليأكل مالهم، فيزدادون فقرا و الآخرون يزدادون غنا من تعب الأولين، يركب المتغطرسون على سيارات فارهة و عقولهم فارغة، فلماذا لا ينتحر الفقراء ؟.

 فالفقير الأول مادي أو مالي، و الفقير الثاني أخلاقي أو معنوي أو ديني، يتشابهون في الفقر، لكن المجتمع لا يعلم أنواع الفقر الأخرى، و لا يعرف إن كانت موجود، هل الفقراء عندما يموتون سيذهبون إلى النار أم الجنة، و هل صبره و إيمانهم بالمستقبل البعيد أو القريب واجب وطني، إن عم الفساد، من المستفيد ؟ أنا أم أنت أم هم أم كلنا أو كلهم، فهم ينامون ممتلئي البطون، يلعبون و يدرسون، أما هم فيحمدون على ما قسم لهم، و ينامون شبع البطون و صفير جيوبهم يشتكي من العدمية.

 لأنهم يخافون الموت، رغم أن أعظم نعمة هي الموت، يفرحون بأبسط الأشياء، فيقولون لهم السعادة لا تقاس بمال، هناك من لهم المال تعساء، أعطوني مالا لأسعد أو اخرسوا، لا تجعلوا منا حالمين في زمن اليأس.

الفقير مبتسم، لماذا لا يموت الفقراء ؟ أو يموت الأغنياء ؟ فالسؤال لا إجابة سوى أن القدر من يتكفل بمراسم الحياة.

فيكفيهم خدمة الأغنياء، حتى لا يبقى الحال على ما هو عليه، و يحكم القاضي بما يريد مولاه، و العلم نكرة، ليحل مكانه عاهرة ترقص، أو طبالها ليتحدث عن الفتاوى، فرجل الدين صاحب اللحية السوداء الطويلة، يتكلم عن حرياته ما بعد العشاء، يكفي المجتمع أن يتبع البقايا و يحكمهم من يأكل رزقهم، لننتظر الساعة أو المهدي المنتظر.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق