Modawenon

التسول ... من الحاجة إلى الحرفة

رفع الصور
رفع الصور





التسول ... من الحاجة إلى الحرفة



في هذا اليوم ... سأنطلق برفقة قلمي، للحديث عن ظاهرة انتشرت في أحيائنا و قرب المساجد، في الطرقات، فأصبحت عمل لمن لا عمل له، أصبحت مقصدا لمن لا مقصد له، فهي شركة لا تحتاج رأسمال، بل كل ما تحتاجه هو ألبست مهترئة، ترك الحياء جانبا، بل حتى رميه، إني الآن أتكلم على التسول، من الحاجة إلى الحرفة.

فيصبح الضحية في غناء فاحش، لكنه لا يتمتع به، فإذا تكلمنا عن التسول كظاهرة، سندرجه كمنظومة مسيرة باحترافية، كما تعلمون أن المتسول له مساحة أو حي يشتغل فيه و لا يمكن لأحد غيره الاشتغال فيه، نعم يشتغل فيه لأن هناك من يستغل عطف الناس عليه، ليبني ثروة كبيرة، فالمتسول ممثل بارع له خطة محكمة، إذ يمكنه أن يصنع عاهة أو يعمل كأنه مريض بمرض مزمن أو تائه يطلب صدقة لكي يعود أو يأكل، لكن عند اليوم الموالي تجده في نفس المكان و بنفس الكلام، كأنه يحفظ سيناريو ليعيد نفس القصة.

للأسف ... ما يزعجني هو توظيف الأطفال الصغار الأبرياء، لتعليمهم حرفة التسول، و لا يتدخل الأمن في التحقيق عن هوية الطفل، ربما يكون مسروقا أو متشردا، هنا يجب فهم أن قوتهم اليومي كبير جدا، فهم عصابة منظمة لها هياكل، لا نعلم من يقودها لكنها كما قلت سابقا فإن أتى غريب يدافع صاحب المكان كأنثى الأسد التي تدافع عن بيتها بشراسة، أما من يجتمعون بقرب المساجد فهم كثر، المشكلة هي أنهم يشوشون على الخطبة رغم أن مضمون الأخيرة، بسيط جدا لا يزيد إلا هما على المنصتين.

من الغريب ... أنهم يخدمون الدولة، كيف ؟ كالمخابرات، يرون الناس، يعلمون من يصلي و من يراقب، يجلبون بعض المعلومات عن أشخاص معينين، فيبقى السؤال : لماذا كل مجموعة في مكان واحد، و لا تغير مكانها حتى تخطئ أو تفضح ؟

لأنه يعرف كل الساكنين هناك، فيحافظ على تقريره اليومي أو الأسبوعي، لن يجدي تدخلنا، بل يجب فرض غرامات على المتسولين، لن يتغير شيء، ليبقى الحال على ما هو عليه و لكم واسع النظر.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق