Modawenon

هنيئا بالذكرى ، لكن ماذا عن معاناة رجال الأمن، عقود من الزمن وهم يعانون

رفع الصور
رفع الصور
هنيئا بالذكرى ، لكن ماذا عن معاناة رجال الأمن، عقود من الزمن وهم يعانون
برشيد الغد- عصام الدين بوشتان

الاحتفال بالذكرى هنا وهناك والاكتفاء بالتكريم والتنويه وتوزيع شهادات تقديرية “كارطونات” لا تغني ولا تسمن من جوع على بعض رجالات الأمن الوطني دون تحفيزات مالية تساعدهم في هذا الشهر المبارك وعلى “دواير الزمان” , وبالأخص على الذين يشتغلون باخلاص ويعانون في صمت دون أن يصل أنينهم إلى آذان المسؤولين بالإدارة المركزية.

إن أكبر تكريم يمكن منحه لرجال ونساء الأمن في ذكرى التأسيس هو الإعلان عن مجموعة من التدابير التي من شأنها أن تحفظ كرامتهم وتجعلهم يقومون بعملهم دون أية ضغوطات أو أية مغريات ، التكريم الأول أيها السادة الذي يجب أن يتم التفكير فيه يتجلى وينصب في تسوية وضعيتهم المادية والاجتماعية كالسكن والزيادة في أجور نساء ورجال الأمن الوطني من أجل تحفيزهم على القيام بواجبهم على أحسن ما يرام.

السيد المدير العام وكل الخالدين بالإدارة العامة للأمن الوطني يعرفون جيدا بأن رجل الأمن بفرنسا وسويسرا وهولاندا والمانيا وكندا يتقاضى أجرا يفوق 2000 أورو ، في وقت لا زال رجال الأمن ببلدنا يتقاضون أجورا هزيلة ومخجلة لا تتماشى مع التضحيات التي يبذلها كل فرد من أفراد هذا الجهاز من أجل حماية الوطن ونشر الطمأنينة بين أفراده.

المهم الذكرى 62 لتأسيس الأمن الوطني التي حلت هذا اليوم الأربعاء،تكتسي دلالات عميقة لدى أسرة الأمن الوطني، وتشكل مناسبة لاستحضار الدور الهام الذي يقوم به هؤلاء الرجال من أجل ضمان الأمن. وتذكر المغاربة بالأعمال التي قدموها لبلدهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في ظل التحولات والتحديات التي يواجهها المجتمع المغربي والتي يشهدها العالم كذلك ، أكيد أن ذكرى تأسيس الأمن الوطني تعتبر مناسبة لاستحضار كل التضحيات التي يقدمها رجال ونساء جعلوا أنفسهم في خدمة الأمن،  فبين تأسيس الأمن الوطني عام 1956 واحتفاله اليوم بمرور 62 سنة من التواجد الدائم في كل الطرقات والشوارع، خلال هذه الفترة الزمنية شردت أسر وسالت دماء وزهقت أرواح وعاشت الكثير من عائلات وأسر رجال الأمن الوطني مآسي وأحزان، الكثير من الذين ساهموا في حماية أمن الوطن والمواطنين وجدوا أنفسهم في آخر المطاف في الشارع كحميد وحسن ومصطفى وبنعلي وبنمغنية والقائمة طويلة كل هؤلاء التحقوا بجهاز الأمن الوطني في زمن كان فيه الانتماء إلى أسرة الأمن الوطني يعد بمثابة شهادة فخر لكل عائلة أو أسرة نجح ابنها أو قريب لها في ولوج هذا الجهاز نظرا للمكانة التي كان يحتلها رجل الأمن في ذلك الزمن الغابر، عكس ما هو موجود اليوم للأسف الشديد حيث أصبح الكثير من رجال الأمن مكتوفي الأيدي وغير راضين والبعض منهم نادمين وآخرون يبحثون عن بديل لمواجهة الأزمات والفقر والطوارئ الاجتماعية.

 رجال يعانون التهميش، يعيشون على التيئيس،في ظروف و أوضاع مزرية و غياب كامل لوسائل العمل. يشتغلون برواتب هزيلة و بساعات عمل تكاد تصل الثمانية عشرة ساعة في ظروف عيش قاهرة و ارتفاع مهول لمتطلبات الحياة كلها أسباب وعوامل تدفع في الكثير من الآحيان رجال الأمن إلى مد اليد و التغاضي عن خرق القانون و الانخراط مع اللصوص وتجار المخدرات والعاهرات .

 ان احتفال اليوم بذكرى تأسيس الأمن الوطني  ، لم يخلو من خطابات رنانة وتنويهات ومجاملات وعناق وتكريمات ، لكن من العار أن يضل موظف دولة يشتغل أكثر من 18 ساعة في اليوم يتقاضى راتبا لا يتجاوز 5000 آلاف درهم ولا يتوفر على سكن و لا يستفيد لا من العطلة الأسبوعية ولا من العطلة السنوية في الكثير من الأحيان ولا من تعويضات .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق