Modawenon

الإهمال في قطاع الصحة يتسبب في وفاة جنين

رفع الصور
رفع الصور

 الإهمال في قطاع الصحة يتسبب في وفاة جنين 
برشيد الغد : فخر الدين بوزيد 

" كاين شي ظلم أكثر من هذا " ، هكذا ختم سي محمد العماري حكايته المأساوية و هو يكفكف دموعه حزنا على وفاة الإبن الذي لطالما انتظر ولادته و الذي كان سيكون لو قدر الله له أن يعيش بكره و أول أبنائه .

بدأت المأساة مع ظهور أولى علامات المخاض ، حيث تقرر كالعادة بالمركز ( الطرقي ) عفوا الصحي ، إرسال الأم الشابة إلى مدينة برشيد و بالطبع مقابل 100 درهم لتزويد خزان سيارة الإسعاف بالوقود ؛

 بمستشفى الرازي بعاصمة اولاد حريز تقرر ثانية تحويل الزوجة الشابة التي كانت تتلوى من الألم لحد الإرهاق نحو المستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة سطات و هذه المرة مقابل 300 درهم لسيارة الإسعاف ؛ و هناك تبين للأطباء بأن الأوان قد فات لإنقاذ الجنين حيث كان قد مر وقت طويل على الأوان الطبيعي للولادة ، هذا مع العلم أن الأم كانت تواظب على القيام بالمعاينات الطبية الدورية و بالتحاليل الضرورية و أن كل الفحوصات بالأشعة كانت تظهر بأن الجنين يتمتع بصحة جيدة و أن الحمل يمر بشكل طبيعي .

و لم تنته رحلة العذاب هاته بوفاة الصغير و لا بانهيار الأم و لا بصدمة الأب ، بل طولب من الوالد المكلوم أن يؤدي ثمن التدخل الطبي ( مستحقات المستشفى ) ، و عندما أراد أن يعود بجثة فلذة كبده ليدفنها بمسقط رأسه طولب منه أداء مبلغ 7000 درهم ( دائما حسب تصريحاته الغاضبة ) ، و لأن حالة هذا الشاب المادية لا تسمح له بتحمل مبلغ بهذا الحجم قرر المسكين دفن الصبي بسطات ، بل و كان عليه أداء مبلغ مالي مقابل ذلك رغم أنه قرار لم يختره هو بل فرض عليه فرضا .

جملة أخرى تحيل على حجم " الحگرة " التي أحس بها محمد حيث قال و هو يتنهد : " واحد يلوحك لواحد و كلشي باغي ينتف " و ليث الختام كان سعيدا ففي النهاية كان الموت هو مصير ذلك الجسد الصغير و كان الإنهيار النفسي هو ما حصده الأبوين الشابين من وراء كل الجهود التي بذلاها في ذلك الإثنين المشؤوم .
هكذا و بعد 9 أشهر من الترقب و الإنتظار و بعد رحلة جسدية و نفسية صعبة ، عاد محمد و حرمه إلى مدينة الگارة خاويي الوفاض و عوض أن يتم استقبالهما بالزغاريد من طرف الأقارب كان العناق و النحيب و الدموع ما وجده الجميع لمواساة بعضهم البعض في مشهد مؤثر لا نتمناه لا لحبيب و لا حتى لعدو .

فمن يتحمل مسؤولية هذه المأساة التي ستبقى منقوشة عميقا في قلوب و أذهان عائلتين كاملتين ؟
و من سيعوض على هاذين الأبوين فقدان بكرهما ؟ أم نقول كالعادة : " منه العوض و إليه العوض " .

حسبنا الله و نعم الوكيل ...


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق