Modawenon

من الفقر إلى الرصاص .. والدة حياة تروي قصة "شهيدة الهجرة"

رفع الصور
رفع الصور

من الفقر إلى الرصاص .. والدة حياة تروي قصة "شهيدة الهجرة"



هسبريس 

"ابنتي كانت تودُّ الهجرة إلى إسبانيا من أجل إخراجي من الفقر الذي أنا فيه ومساعدتي على مواجهة كدر العيش، لكنَّ المسكينة قُتلت. لقد سلبوا مني ابنتي"، بهذه العبارات لخصت والدةُ شهيدة الهجرة، حياة بلقاسم (20 سنة)، حكاية طالبة قانون أرادت أن تعبُرَ المتوسط أملاً في الوصول إلى الضفة الأخرى، لكن رصاص "البحرية الملكية" أجْهضَ حلمها وألقى بها جثة هامدة.
تفاصيلُ القصة تسترجعُها بحسرة بادية أمّ الضحية المكلومة في حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية من داخل منزلها بتطوان، وتقول: "ابنتي المسكينة خرجتْ من منزلها في الصباح الباكر من أجل مساعدتي على هولِ الحياة لكنهم قتلوها في البحر قبل أن تصل إلى إسبانيا، المخزن قتل ابنتي وضيَّعني فيها (...) حقي عند الله في الذي أخذ مني ابنتي وفي من قتلها"، مضيفة والدموع تنهمرُ من مقلتيها: "أريد ابنتي، أريد حق ابنتي، أنا لا أريد شيئا منهم، أريد أن آخذ حقي من اللّي رْزاوْني في بنْتي".
وتحكي الأم المفجوعة بفراق ابنتها أنها تلقت خبر الوفاة في تمام الساعة الحادية عشر ليلاً عندما حضرَ إليها عون السلطة محمّلاً بجثة ابنتها، وتقول: "ابنتي لم تغرق، ابنتي ماتت بالسلاح، الله ياخُذْ فيهم الحق".
وتوالتْ الكلمات الجريحة على لسان الثكلى: "ابنتي خرجت من المنزل على الساعة السادسة صباحاً، طلبت مني أن أدعو لها. هي مرضية عند الله"، قبل أن تعبّر عن حسرتها لخسارة ابنتها بالقول: "كونْ غيرْ مَخَليتْهاشْ تَمْشي نْسْعا بها ومنخليهاش تموت بْهَذيكْ الطريقة".
من جانبه، عبّر قريب من عائلة الضحية عن ألمه الشديد لفراق الشابة الخجولة المجدة في دراستها، وقال: "لقد كانت تساعدُ والديها، لكن الدولة فرطت فيها كما فرطت في هذا الجيل"، مضيفا: "لقد دفنوا جثثها ولا نعرف بعد ماذا سيحصلُ في القادم من الأيام"، وفق تعبيره.
ويحكي الرجل وهو يقف قريباً من منزل الضحية: "لقد قالوا لنا إن الضحية غرقت بعدما انقلب القارب في عرض البحر لكن الناس لا يقولون هذا الكلام، الضحية توفيت برصاص البحرية الملكية وهناك شبان آخرون أصيبوا وجرى نقلهم إلى المستشفى".
وكانت مصادر حقوقية محلية من تطوان أشارت إلى أن حادث إطلاق النار على زورق إسباني من طرف البحرية المغربية أدى إلى موت شابة مغربية (22 سنة) متأثرة بجروح بليغة وجرح ثلاثة شبان آخرين، اثنان منهم يرقدان بمستشفى محمد السادس، في حين تم نقل الثالث إلى الرباط لأن جروحه خطيرة.
وكانت وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية، تعمل بالبحر الأبيض المتوسط، اضطرت إلى إطلاق النار على قارب مطاطي سريع (غو فاست) بعد عدم امتثال سائقه للتحذيرات الموجهة إليه، وهو مواطن من جنسية إسبانية كان متواجدا بصفة مشبوهة بالمياه المغربية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق