Modawenon

تاريخ الشاوية

رفع الصور
رفع الصور


تاريخ الشاوية

بقلم ذ. عبد اللطيف لبقادري

 

تعتبر منطقة الشاوية من أكثر المناطق التي لاقت اهتمام الدارسين والأكاديميين. اذ لا يمكن أن ننسى انها كانت ولازالت مصدر ثروة فلاحية لا يستهان بها وهذا ما يفسر كونها اول ما استهدفه الاحتلال الفرنسي في سنة 1907 أي قبل توقيع معاهدة "الحماية" المزعومة.

ترمي هذه الدراسة الموجزة الى التعريف بمنطقة الشاوية عموما وبإقليم برشيد خصوصا عبر مقالات مستقلة شعارها قولة الكاتب والسياسي الفرنسي ألفونس دو لامارتين " التاريخ يعلم كل شيء بما في ذلك المستقبل"

دراسة اصطلاحية:

 للكلمة أكثر من تفسير، فهي كلمة عربية مشتقة من مفردة الشاة، والشاوي هو "راعي الغنم" والشاوية هم "رعاة الغنم"، والمفردة مازالت مستخدمة بذات المعنى في العديد من البلدان العربية مثل بلاد الشام والعراق والكويت، وهناك من يقول أنها كلمة أمازيغية تعني "راعي الخراف"

دراسة جغرافية و فلاحية:

الشاوية هي سهل منطقة تاريخية وثقافية وعرقية في المغرب عرفت عند المؤرخين بـ تامسنا. يحدها نهر أم الربيع غربا ووادي شراط شرقا وسهل تادلا جنوبا والمحيط الأطلسي شمالا.



جغرافيا، يمكن تقسيم الشاوية إلى إقليمين فرعيين: الشاوية السفلى والشاوية العليا. الشاوية السفلى هي الجزء الساحلي، بينما الشاوية العليا هي الجزء الداخلي. تتميز المنطقة بتربة "التيرْس" الداكنة والخصبة ذات المحصول المرتفع.

خلال تاريخ المغرب، اشتهرت الشاوية بزراعة القمح والشعير، اللذَين كانا يُصَدَّرَانِ أعوام الوفرة، من آنفا أو فضالة أو أزمور. وكذلك كان خروف الشاوية يقدر لصوفه، وكان يُصَدَّر إلى مارسيليا، حيث كان معروفا باسم "ورديغة" نسبة إلى مجموعة القبائل الداخلية.

دراسة تاريخية و قبلية:

كانت الشاوية تابعة لمملكة بورغواطة حتى ضمها المرابطون لتكون جزءا من الدولة بعد هزيمة برغواطة في القرن الثاني عشر، استقرت قبائل عربية منحدرة من بني هلال وبني سليم في المنطقة، وهم تمزجوا مع الأمازيغ المحليين وعرّبوهم. في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، نقل المرينيون أمازيغ من زناتة وهوراة من شرق المغرب إلى الشاوية وهذا بعد طرد القبائل العربية كما ذكر الحسن الوزان في كتابه وصف افريقيا.

يغلب الطابع الرعوي على المنطقة منذ القدم مما يترتب عنه الصراع الشرس بين القبائل حول توفير المراعي و العلف للمواشي. و يعتبر الجفاف وانتشار الأوبئة و تعاقب سنوات القحط دواعي إضافية تدفع بالقبائل للغزو، حيث سرقت القطعان و الاستيلاء على موارد الماء هي سيدة الموقف.

                                                      (يتبع)



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق