Modawenon

محيط المؤسسات التعليمية ببرشيد وعدوى ظاهرة التشرميل والتحرش الجنسي

رفع الصور
رفع الصور

 

محيط المؤسسات التعليمية ببرشيد وعدوى ظاهرة التشرميل والتحرش الجنسي 

برشيد الغد تيفي-عصام الدين بوشتان

كثر الحديث هذه الايام بمدينة برشيد عن ظاهرة العنف المدرسي، نتيجة لما تم تداوله عن أشكال القسوة التي تمارس داخل مؤسساتنا التعليمية من طرف مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية، لذا وجب الوقوف عليها بالدراسة و التحليل، فالعنف صفة من الصفات الإنسانية التي ظلت تلازم الإنسان منذ القدم و على مر العصور و قد تعددت أشكاله، فالحروب مثلا نتيجة لعنف تمارسه الجماعات على بعضها البعض، بفعل اختلاف في المعتقد الديني أو تباين على المستوى العرقي أو تضارب على مستوى المصالح السياسية و الاقتصادية، و لعل مسببات العنف لدى الأفراد و الجماعات مهما اختلفت، تبقى رهينة بالضعف على مستوى التواصل الذي يربط هؤلاء الأشخاص بعضهم ببعض مما يؤدي إلى اللجوء لوسائل بديلة عن الحوار ينتج عنها إلحاق الأذى و التعرض للضرر المادي و المعنوي الذي يصل في بعض الأحيان للوفاة.

وقد انتشرت بكثرة جميع أساليب وأنواع العنف   بمحيط المؤسسات التعليمية بمدينة برشيد في هذه الأيام الأخيرة، إذ أقدم مؤخرا مجموعة من تلاميذ ثانوية أولاد حريز وثانوية ابن رشد بالشجار بينهم بالحجارة والسلاح الأبيض ونتج عن هذا تهشيم زجاج العديد من السيارات وإصابة شخص على مستوى اليد بواسط سلاح ابيض. .

كما تم في جل المؤسسات الأخرى خلق مجموعات  من التلاميذ  هذفهم فقط  الشغب والشجار مع تلاميذ المؤسسات الاخرى ،وكذلك فئة تتحرش بالبنات وهذا ما يحصل في محيط مؤسسة الزرقطوني ،حيث ان هاته  المؤسسة انتشر بمحيطها  التحرش الجنسي والمضايقات لا أخلاقية التي  يصادفنها التلميذات من جانب الكثير من الشبان والمراهقين المستهترين الذين يقصدون هذه المؤسسة  التعلمية والتربوية يوميا قصد التحرش بهن وإسقاطهن في ضحايا لنزواتهم المرضية التي تصل جرأتها إلى حد قطع الطريق على التلميذات في مشاهد غايـة في البذاءة وإجبارهن عنوة على مصاحبتهم أو استلام أرقام الهاتف منهن، وفي أحسن الحالات يكون التحرش بالكلام الذي يتحول إلى سب وشتم حينما تبدي الفتاة تحفظا واعتراضا.

وقد نشرت النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببرشيد بيانا حول  الاوضاع الكارثية التي الت اليها جل المؤسسات  التعليمية ببرشيد من انتشار للعنف واعتداءات متكررة  طالت الاطر التربوية والادرارية وكذلك التلاميذ وما صاحبها من اقتحامات متكررة لحرمة المؤسسات التربوية،هذا وسبق للنقابة الوطنية للتعليم ان حذرت من خطورة تصاعد وثيرة العنف داخل الفضاءات المدرسية ومحيطها وانعكاساتها على المنظومة التربوية داخل الاقليم.

 فهناك مجموعة من التدابير الوقائية التي يجب ان يتم اتخاذها من طرف القطاع الوصي منها، بالأساس الحملات التحسيسية التي يجب ان تنظم مركزيا وجهويا ومحليا والتي  يجب ان تستهدف كل المتدخلين والفاعلين للتعريف بظاهرة العنف وبأشكاله وآثاره السلبية، و آليات لرصد الخروقات ذات العلاقة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لجعل المؤسسة التربوية خالية من هذه الممارسات.

وتبقى المؤسسة التعليمية معقلا تربويا تعليميا يضم إضافة إلى الملتزمين بقواعد الانضباط والتحلي بمواصفات الجدية والرغبة في التحصيل والتعلم، تلاميذ مختلفين من حيث النمو العقلي والنواحي الاجتماعية والنفسية، فليس غريبا أن نجد السواد الأعظم من التلاميذ يعانون مشكلات نفسية اجتماعية كالانطواء والخجل والتخلف الدراسي والخوف والعدوانية، مشكلات ليست مستحيلة الحل والعلاج بقدر ما يتجلى حلها في طريقة وضع خطة تشخيصية علاجية متكاملة بين جميع المكونات الفاعلة والمتفاعلة في هذا المحيط التربوي، كما أن دور المربي يبقى واضحا في هذه العملية حتى لا تنقلب عليه الآية ويصبح طرفا سلبيا فيها مشكلا صورة معقدة مؤثرة على سلوك التلميذ وجعلها أكثر سلبية مما يؤدي إلى انحرافه بشكل أو بآخر.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق