Modawenon

حزب الديمقراطيين الجدد يرشح دكتور باحث في الفلسفة السياسية

رفع الصور
رفع الصور
حزب الديمقراطيين الجدد يرشح دكتور باحث في الفلسفة السياسية
برشيد الغد: ح/ م
بقرب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، وبشروع الأحزاب في الإعلان عن أسماء مرشحيها لخوض غمار الانتخابات المقبلة أعلن الكاتب الإقليمي لحزب الديمقراطيون الجدد ببرشيد ،عن ترشيح الحزب في هذه الدائرة لاسم معروف بكتاباته الأكاديمية في مواضيع الدين والسياسة وعلاقة بعضهما ببعض، الشخص المعني بالأمر يحمل دكتورا في الفلسفة، وله بحوث ودراسات ومؤلفات كلها تصب في مجرى واحد وهو "علاقة الديني بالسياسي". 
عرف الدكتور ظريف رشيد بانتقاده الشديد لنظام الخطاب الديني التقليدي واعتبره مصدر الإعاقة التي تعرفها عجلة الإصلاح الاجتماعي والسياسي في المغرب، كما عرف بانتقاده للعلمانية التقليدية التي تفرط في إبعاد الدين عن السياسة معتبرا أنه لا يمكن نجاح أي مشروع سياسي إذا لم يأخذ بعين الاعتبار عامل الدين كعنصر أساسي باعتباره ضميرا أخلاقيا يجمع بين كل مكونات المجتمع المغربي.
بالرغم من الانتقاد اللاذع الذي يوجهه الدكتور ظريف للأحزاب الدينية معتبرا أنها تستغل الدين في كسب أصوات الناخبين، إلا أنه من جهة أخرى ينتقد المؤسسة الرسمية المشرفة على تسيير الشأن الديني بالمغرب معتبرا أن قرار منع القيم الديني من المشاركة في العملية السياسية قرار غير صائب وغير قانوني، فحق المشاركة للقيم الديني باعتباره مواطنا يجب أن يبقى محفوظا تحت جميع الظروف، كما أن رجل الدين من واجبه المشاركة في العملية السياسية بتذكير المواطنين بضرورة المشاركة السياسية بالترشح والتصويت بضمير وأمانة وطنية وأخلاقية، وذلك لسد الباب أمام الاستغلاليين والانتهازيين ولتخليق الحياة السياسية. ولتحقيق هذا المبتغى يؤكد الدكتور ظريف بأنه يعمل مستقبلا على مشروع علمي فكري يهدف من خلاله إلى وضع الأسس العلمية لتجديد الخطاب الديني وتمكينه من مسايرة ظروف العصر ومتطلبات الواقع المعيش، ويعتبر بأن كتاب "خطاب الدين والسياسة في الفضاء العام: الأخلاق الاجتماعية والتواصل" الذي طبع أول مرة سنة 2015 يمثل أول خطوة في هذا المشوار.
إن السؤال الذي نود طرحه على الكتابة الإقليمية ببرشيد لحزب الديمقراطيين الجدد هو: هل يمكن القول يأن الرؤية التكاملية التي ينظر لها الدكتور ظريف تمثل الإرهاصات أولى لتشكل إيديولوجيا إيجابية جديدة تجمع بين الدين والعقل ولا تغفل أي عنصر منهما؟.
أما السؤال الثاني فهو: هل تم استقطاب الدكتور ظريف للحزب من منطلق إيمان قادة الحزب بفكر هذا الشخص الباحث والمتخصص في الفلسفة السياسية، وبالتالي يمكن اعتبار دخوله للحزب بمثابة تبني الحزب لمشروعه الفكري السياسي، أم أن الأمر لا يعدو علاقة ظرفية عابرة؟.
على العموم، وفي انتظار الإجابة عن الأسئلة من طرف المعنيين بالأمر، يبقى الدكتور ظريف وبفضل الكتابات المسترسلة التي ينشرها على المواقع المحلية للإقليم الذي يترشح فيه لخوض غمار الانتخابات التشريعية، نموذج المرشح الذي نتمنى أن ينتشر في ربوع البلاد نظرا لمساهمته في توعية العموم عن طريق كتاباته المفيدة في مواضيع دينية وسياسية، ونظرا لكونه مرشح يحمل فكرا ومشروعا سياسيا وأخلاقيا يستحق الاهتمام والمناقشة والتتبع، وهذا ما تحتاجه بلادنا في هذا الوقت بالذات للخروج من الأزمة السياسية التي تخنقها.
إن الوطن في حاجة إلى أشخاص بإمكانهم تشكيل فكرة والتعبير عنها لجعلها قضية يمكن الإيمان بها والنضال من أجلها. 
ويبقى استقطاب هذا الاسم الوازن بفكره والمعروف بثبات رأيه عملا يحسب للحزب وللكتابة الإقليمية ببرشيد، إذ تركز على الرأسمال الرمزي وتقطع مع التقليد الذي يجعل الرأسمال المادي معيارا للترشيح ومنح التزكية. فنتمنى أن يستمر عمل الحزب بهذا المنوال.
ففي جميع الظروف يمكن القول بأن الكتابة الإقليمية لحزب الديمقراطيين الجدد إذ تزكي شخصا جديدا عليها دون مناضليها القدامى والذين يمكن القول بأن البعض منهم معروف على الساحة أكثر من الوافد الجديد، وذلك انطلاقا من إيمان مناضلي الحزب بأهمية الفكر والعلم وأسبقيتهما في العمل السياسي، واقتناعهما بالعمل السياسي النضالي تكون قد نجحت في اختيارها، وستكون أكبر رابح في هذه الانتخابات مهما تكن النتائج المحصل عليها، فالتاريخ يذكر الأحداث التي أساسها الأفكار ولا يستطيع الاحتفاظ بأرقام أصوات تم شراءها بدراهم معدودة مهما ارتفعت.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق