Modawenon

بقلم : النقيب رضوان مفتاح / أن تكون برلمانيا؟؟؟؟

رفع الصور
رفع الصور
بقلم : النقيب رضوان مفتاح / أن تكون برلمانيا؟؟؟؟  
أن تكون برلمانيا؛ فأنت صوتي في الداخل فلا تكن مبحوحا؛ وأنت صورتي في الخارج فلا تكن باهتا. 
أن تكون برلمانيا؛ يعني أن تعبر عن إرادتي بأية طريقة كانت ولو بالإشارة، المهم أن تعبر ويصل رأيي، لا أطلب منك فصاحة وإن كنت أفضل أن تكون فصيحا؛ ولا أطلب منك إتقان لغة سيبويه أو موليير؛ وإن كنت أحبذ هذا الأمر؛ المهم أن تثقن وسيلتك في التعبير ولو بالعامية أَفْضَلُ من أن لا يُسمع لك حس طيلة فترة انتدابك فأخجل من نفسي أنك تمثلني وأتبرأ منك كلما أتيحت لي الفرصة.
كثيرون هم أولئك الذين لا يحبذون سوى لغة العضلات ويرشحون أنفسهم بل ويفوزون؛ كيف؛ لا أعرف؟ كثيرون هم أولئك الذين يَعُدُّونَهَا بالأرقام ويَعُدُّونَ معها كم سيكلفهم الأمر ويترشحون؛ بل ويفوزون؛ كيف؛ لا أعرف؟ إلى درجة أنهم سموا أنفسهم خبراء ولسذاجة البعض منا صدقهم؛ نَجَحْتَ في مجال ما وبأساليب شتى تجارة كانت أم رياضة أم مقاولة فاعْتَبَرْتَ الأمر جسارة ليس إلا؛ بيعا وشراء تستعمل فيه دهائك أو على الأصح خُبثك، مقابلة في رياضة ما تشتري ذمة الحكم أو لاعب الفريق المقابل؛ خُمَّ دجاج أو ضيعة ليمون كَسِبْتَ من ورائهما الكثير؛ أو ثروة وَرِثْتَهَا من عرق أصولك، فدفعك حبك لبريق زائل أن تغامر بما كسبت ظنا منك أن احترام الآخر لك هو بمقعد تتبوأه داخل القبة، والحال أن هذا الأمر لم يعد صحيحا كما السابق، فالمجتمع تطور؛ وأضحى احترام الناس للمبادئ سواء وجدت عند الحرفي أو التاجر أو المثقف أو الإطار، لأن مستواهم ارتقى إلى الدرجة التي قل فيها احترامهم لبرلماني سرق المقعد؛ وزاد احترامهم لمن استحقه بحبهم وقناعتهم، فلا تحسبن صفتك إن لم تكن لها مستحقا ستجعلهم يحترمونك بل ستظل في نظرهم كما كنت، فلكي تحضى باحترامهم عليك أن تحضى بحبهم أولا؛ فأحيانا هم أكثر سعادة منك ومما تصبو إليه لأن ضمائرهم مرتاحة والمسؤولية لا تلاحقهم.
أحيانا لا يكون العيب فيك أو فيهم؛ بل كل العيب فيمن مَنَحك تزكية لونه السياسي لأنه بدوره كحزب لا يبحث سوى عن السلطة وبأي ثمن؛ ولو كان هذا الثمن هو أنهم لم يقدموا للشعب مجالا أرحب للإختيار؛ فيبحث المواطن العادي المغلوب على أمره على أخف الضرر في الوقت الذي كان فيه التباري يجب أن ينصب على الأجود، فيكون لنا تشريعا قويا؛ والأحزاب بهذا المعنى تكون هي من يدفع بالمواطن إلى اليأس لأنها جعلته يختار بين المر والأمر؛ وسواء منح صوته لهذا أو لذاك؛ فإن طعم العلقم سيزور لثته حتما. ولا غرابة في ذلك إذا كان زعيم الحزب من شاكلة من يمنحهم التزكية.
الحياء جعل من يستحق القبة يتهرب منها؛ وقلة الحياء جعلت بعضهم إليها مهرولين وبهرولتهم هاته يفقدونها قيمتها، فبرلمانا يضم من القوم عِلْيَتَهُم؛ ليس كبرلمان يضم من القوم أدناهم، وهنا يحضر الطرف الثالث في المعادلة؛ وهو غير المواطن وغير الأحزاب إنها الإدارة التي لها من الآليات المباشرة وغير المباشرة لتقطع الطريق على أولئك الذين لا مكان لهم داخل قبة البرلمان؛ إن كانت الإدارة نفسها تريد أن تحافظ على بريقه. 
لا ينبغي أن يفهم من كلامي هذا؛ أن البرلمان وجد لفئة معينة من الناس وهم الأطر فقط أو ذوو مستوى عال من التعليم فقط، بل على العكس؛ قد نجد حاملا لشهادة دنيا أكثر إفادة من غيره وهو جالس على الكرسي، فأنا أتحدث عن الأخلاق وعن السمو؛ وإن اجتمعت الأخلاق والشواهد في رجل واحد فذاك أفضل؛ أما وأن يتحدث الجميع عن فساد عمرو وتدني أخلاق زيد والإدارة عالمة بذلك ولا تجد سوى عمرو وزيدا هناك؛ فلا تلومن خالدا إن عزف.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق