Modawenon

قصة غابة (القرد الأعور و البوم الغريب)

رفع الصور
رفع الصور
قصة غابة (القرد الأعور و البوم الغريب)
بقلم : مصطفى الحطابي 
كان في قديم الزمان، غابة مشهورة بالقيم النبيلة و السعادة و الغناء، غابة تجانس فيها الحيوانات رغم اختلافهم، كان فيها أسد حاكم، عرف بتواضعه و مشورته لحاشيته، رغم عدم خبرته لأنه ما زال شابا، و لم يسبق له أن كان من حاشية أسد أخر، عرف بأن له أذن واحدة، و من حاشيته نرى النمر ذو اللحية الذي كان خادمه المطيع، لأنهما تربيا في نفس المكان، و القرد الأعور كثير الكلام يقاطع أي حديث ليثبت ولائه للحاكم، يرافقه صديقه الذي في أغلب الأحيان يقوده و يساعده، يدعونه بالقرد الطبال، فقد كان خجولا بعض الأحيان.
كنا نرى الضبع الذي يأتي عندما تكون الغابة هادئة ليرى ما يحدث ثم ينمم مع هذا و ذاك، يستفسر عن صحة الحاكم، كان يكره النمر ذو اللحية، و لكن كانت بينهما ابتسامات ( نفاق ) ، عاشت الغابة لأعوام و هي على حالة مملة عند الحاكم، و سعيدة عند الحاشية، صدفة رأى الحاكم الأسد بوما تائها يبحث عن مأوى فأغاثه أطعمه و أواه، كان يجول به ليعرفه على الحاشية، كلهم فرحوا بذكائه ماعدا الضبع و القردين الأعور و الطبال، فالضبع لم يضره بشيء كما عرفوه كثير الترحال و النميمة.
بدأ البوم يثبت مكانته و يغير هنا و هناك، يؤطر الفنانين، يكون الأشبال، غار القرد الأعور فصادقه، اقترب منه ثم بدأ يحفر له المكائد، و البوم يتخطاه دون أن يظهر للحاكم أنه متألم من خبث القرد، و في أحد الجولات التفقدية خارج الغاب للبحث عن حيوانات خبيرة، رأي أتانا (أنثى الحمار الوحشي ) لونها غريب فتعرف عليها و يا ليثه لم يعرفها، لاقاها بالحاكم و النمر ثم القردين.. تعرفت عليهم، في كل مرة كان يرافقها البوم إلى الغابة يهرول القردان إليها، الطبال لخجله تهرب منه الكلمات.. فيظل ساكتا، أما الأعور فيتملق لها.
مرت الأيام.. أحس البوم بالغيرة عليها فصارحها و هي لم ترفض حبه، و لم تقبله، لذكائه ابتعد عنها، في كل مرة يبتعد كانت تقترب، فتثير غيظه بالقرد الطبال، لسذاجته تدور به هنا و هناك، فصارحه بأنه أحبها و أنه أذكى منهم، علما أن الأواني الفارغة كثيرة الضجيج، تركهم البوم في حالهم، فاجتمع القردان و الأتان، و فكروا في خطة شريرة، و هي أن يلفقوا له أكذوبة بعض طردها من طرف الحاكم، ذهب الأعور فحكي له على أن ذاك البوم الذي أدخلته بيتك قال و قال عنا، فشتمك و خانك، رغم أن البوم شتم القردان و الأتان لغدرهم به، كما يعرفون أن الحاكم له أذن واحدة ما يسمعه يعلق فيها، صعق الحاكم أما البوم فرحل لأنه تأكد أن الغريب يبقى غريبا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق