Modawenon

( لم يعد الغريب غريبا)

رفع الصور
رفع الصور
( لم يعد الغريب غريبا) 
بقلم : مصطفى الحطابي
قرأنا في الحلقة الأولى، رحيل البوم من غابة الوفاء متجها نحو المجهول، يملؤه اليأس و يفكر في غربة ثانية، و هو في طريقه التقى بقطة تمشي حذرة، كأنها خائفة أو تائهة مثله ارتاح لها، رأى في عينيها ذكاء غريبا، حيث أنه سرد لها كلما حصل له في الغابة مع القرد الأعور و بقية الأعداء، ثم ما وقع له في غابة دمقرط، تأثرت كثيرا بما حصل له و وعدته بأنها ستساعده على استرجاع حقه، و أنها دائما ستبقى وفية للعهد، لم يكن يعلم أن السبع ملك غابة الوفاء قد ترصده و يتبعه دون أن يدري.
و في الطريق و بينما الحديث بين البوم و القطة شيق، إذا به لمح فهدا أسودا واقفا يصرخ، تحس أنه ملك الملوك. 
 سأله لماذا تصرخ ؟.
 فأجاب: هناك لصوص هنا و هناك، و أنا أبحث عن غابة ألجأ لها، فضحكا و أجاباه نحن أيضا نبحث عن غاب، فاقترح عليهما غابة الحلم، وافقاه على الفكرة، فقد أصبحا ثلاثة بدل واحد تائه، ارتاح البوم.
و قال لهما: لقد نسيت غربتي معكما، و حين ذاك، إذا بالفهد يلمح نمسا يلعب و يضحك ثم يهرب فتبعه ثم مسكه، اقترح عليه البوم بالانضمام إلى مجموعته، وافق ثم ذكر لهم أنه لا يعلم شيء عن الغاب و يجهل أساليب الحرب، بما أنه كثير اللعب و الضحك سيسليهم في الطريق بدعاباته، وعده الفهد بتعليمه كلما يحتاجه، و إذا بالقطة تسمع ضوضاء بالقرب منهم، قرب شجرة التوت فهمست في أذن الزعيم ( البوم) .
هناك حيوان بقربنا، فأمرهم الفهد بالاستمرار في الحديث، ثم تسلل خلسة وراء الشجرة ليمسك بالسبع ثم جلبه، ها هو من يتجسس علينا، و أمره الزعيم بتركه، قال لهم إنه ملك غابة الوفاء، إن صديقه السبع، فطال الكلام بينهم، زاد عددهم أصبحوا خمسة، و هكذا اطمأنوا لأنا هناك القوة و العقل بالجماعة ثم الحكمة فالدهاء، ثم انظم إليهم الدب الطيب صديق الفهد التائه، و هم مجتمعون بعد أن عطشت القطة، احتاجت للماء كان يطير ذكر الحمام الملقب بالأمير و للصدفة كان معه القليل منه الذي أخمد عطشها، فقرروا الاستمرار في الطريق و كل مرة يزدادون عددا فيقول البوم " لم يعد الغريب غريبا ".
 تتمة في الحلقة الثالثة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق