Modawenon

مواطنو مدينة الكارة تحت رحمة المختلين عقليا

رفع الصور
رفع الصور
 مواطنو مدينة الكارة تحت رحمة المختلين عقليا
برشيد الغد- فخر الدين بوزيد

 كعادتي بمدينة برشيد و لكوني من الزبناء المداومين على التسوق من أسواق " بيم " التجارية ، قررت يوم الأحد الماضي صباحا التوجه إلى سوق " بيم " الوحيد المتواجد بمدينة الكارة بغرض اقتناء بعض المواد الغدائية لإحدى الأسر الفقيرة .

و أنا أتوجه للدخول إلى هذا المحل لاحظت تجمعا غير عادي لبعض الأشخاص أمام بابه و لما تخطيتهم فوجئت بكسر كبير بواجهته الزجاجية مما دفعني إلى استفسار بعض الواقفين عن الذي وقع ، فأجابني أحدهم أن مختلا عقليا يدعى " العلوة " رمى هذه الواجهة بحجر كبير هكذا و بدون أي سبب مما تسبب لها في أضرار بليغة ، ليستطرد شاهد عيان آخر أن الله ستر فلقد كان بعض مستخدمي هذا المحل خلف الواجهة في اللحظة التي تم تحطيمها و لولا اللطف الإلاهي لكان أحدهم مصابا اليوم و لربما بعاهة مستديمة .

 كانت الساعة تشير إنذاك إلى الحادية عشر صباحا أو أكثر بقليل ، دخلت إلى المحل و أنا أتسائل عن كل هذه المصائب التي تنهال على أم رأس المواطن الكاروي بحيث أنه لم يعد يعرف ممن يجب أن يحتاط أمن العاقلين أم من المرضى العقليين !! بالأمس القريب كاد أحد الحمقى أن يغتصب تلميذة نهارا جهارا و في الشارع العام لولا تدخل بعض المواطنين .

 قبل ذلك تعرض عدد من المواطنين و خاصة النساء منهم و الفتيات إلى الضرب بالحجارة أو بالأيدي ( كل واحد و نصيبه ) كما أصيبت العديد من الممتلكات بالتلف نتيجة تصرفات غير مسؤولة لأشخاص من المفروض ألا يكونوا طلقاء بفعل الخطورة التي يشكلونها على السكان .

قبل مدة ، كاد الطيبي و مرضى غيره أن يفارقوا الحياة بسبب اعتداء عنيف لمريض آخر .... فماذا ننتظر بعد كل هذا ؟ ماذا ينتظر المسؤولون ؟ أيجب على المواطنين أن يتسلحوا أو أن يشكلوا لجانا شعبية للدفاع عن أنفسهم و ممتلكاتهم ؟ أم ماذا ؟ و أنا أغادر " بيم " شاهدت يافعا أعرفه حق المعرفة يعترض زبونة خرجت قبلي يكاد يسلبها سلبا بضع دريهمات موهما إياها أنه مجنون و لما نهرته ابتسم و هز كتفيه و أشاح بوجهه عني ، ففهمت أن بعض المنحرفين انتبهوا إلى الحرية التي أصبح يتمتع بها مجانين مدينتنا الأعزاء و عدم تعرضهم للعقاب مهما اعتدوا على المواطنين و مهما عاتوا في المدينة تخريبا ، فأصبحوا يوهمون الناس لسلبهم ممتلكاتهم بالقوة أنهم مجانين مرفوع عليهم القلم و أنهم بذلك لا يقعون تحت طائلة أي قانون لا وضعي و لا شرعي .

هنا يكمن الخطر الحقيقي فقد تزهق أرواح أو تغتصب إناث أو يعتدى على أطفال أو يصاب البعض بعاهات أو تحرق منازل أو تحطم سيارات أو أو أو فيلجأ المجرمون إلى هذه الحيلة الجديدة للإفلات من العقاب .

 هذا نداء استغاثة إذن أبعث به من هذا المنبر الحر إلى السادة المسؤولين كي يضعوا حدا نهائيا لهذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين العزل ، هو نداء ملء حناجرنا : " أغيثونا بالله عليكم فنساءنا في خطر و أطفالنا في خطر و ممتلكاتنا في خطر ... و النار سادتي تبدأ فقط ببعض الشرر "

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق