بقلم: ابراهيم الزرايبي لو لزمنا الاستغفار
برشيد الغد بقلم: ابراهيم الزرايبي
يعرف الإنسان في حياته اليومية مجموعة من الاكراهات المادية ، الاجتماعية ، النفسية و غير ذلك ، لكي يتغلب عليها غالبا ما يلجأ لأخيه الإنسان إما طبيبا ، مدربا ، قريبا ...، فالحقيقة إن هذا الإنسان مجرد سبب سخره الله لك فمن الواجب التوكل على الله أولا ثم اتخاذ بالأسباب لأنه سبحانه و تعالى وهب لك كل النعم .
وطرق تجاوز هذه الاكراهات و العقبات الاستغفار الذي يحقق لنا مكاسب في الدنيا قبل الآخرة حيث : تنفتح كل البركات و النعم على الانسان و يرزق بالأموال والأولاد مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) سورة نوح، 10 ء12. .
لا يتعذب الإنسان في حياته لا جسديا ولا نفسيا، قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (التوبة:33)}.
زيادة قوة الإنسان و المجتمع شدة مع شدتهم قال الله تعالى :(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود(52)]
يكفل الحياة السعيدة و المتاع الحسن قال الله جل شأنه : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود(3)]
سبب لانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)). صحيح مسلم
ألاستغفار له تأثير عجيب في زوال الهموم والغموم، وتفريج الكرب، يقول ابن القيم رحمه الله مبينا ذلك: "فالمعاصي والفساد توجب الهم والغم والخوف والحزن وضيق الصدر، وأمراض القلب، حتى إن أهلها إذا قضوا منها أوطارهم وسئمتها نفوسهم ارتكبوها دفعا لما يجدونه في صدورهم من الضيق والهم والغم...
وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب فلا دواء لها إلا التوبة والاستغفار"
بعض أمثلة تمثل أهمية الاستغفار هذه قصة يحكيها صاحبها يقول:
إنني رجل فقير اشتغلت في عدة أعمال ولكن لم أوفق ثم قدر الله وسجنت في قضية سياسية و مكت بالسجن 3 شهور لزمت فيها الاستغفار بشكل قوي بحيث استغفر باليوم آلاف المرات وعلى الرغم من إن قضيتي خطيرة تستلزم السجن سنين ولكن الله فرج عني بعد 87 يوما فقط من سجني ،
ثم رزقني الله بعد خروجي بـ60الف ريال من احد المحسنين حيث علم بسوء حالي المادي فاستدعاني من نفسه وأعطاني 30 ألف وبعدها بفترة أعطاني مثلها وقد اشتد ذهولي مما رأيت من بركات الاستغفار وقد صدق حبيبنا حينما قال : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
قصة الإمام احمد مع الخباز
كان الإمام احمد بن حنبل يريد إن يبيت ليلته في مسجد ولكن منعه الحارس حاول معه الإمام ولا جدوى فقال له الإمام سأنام موضع قدمي وبالفعل نام الإمام مكان موضع قدميه فقام الحارس بجره لإبعاه من مكان المسجد وكان الامام احمد بن حنبل شيخا تبدو عليه ملامح الكبر فلما رآه الخباز عرض عليه المبيت وذهب الإمام مع الخباز فأكرمه وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ولما سمع الإمام الخباز يداوم على الاستغفار عجب له ،سأله عن استغفاره بالليل فأجابه الخباز انه دائم الاستغفار
فسأله الإمام وهل وجدت لاستغفارك ثمرة؟
فأجاب نعم .. والله ما دعوت دعوه إلا أجيبت إلا دعوه واحده!!
فقال الإمام و ماهي؟!
فقال الخباز : رؤية الإمام احمد بن حنبل
فقال الإمام : انا الإمام احمد بن حنبل والله إني جررت إليك جرا.
فمن الآن لازم الاستغفار رحمك الله في كل وقت و حين و اكثر منه في الأسحار لقوله تعالى : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) [آل عمران(17)]
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا