Modawenon

دعونا من الريف فگارتنا لا زالت تعيش كالأرياف

رفع الصور
رفع الصور
دعونا من الريف فگارتنا لا زالت تعيش كالأرياف
 برشيد الغد : بتصرف فخر الدين بوزيد 

 لم أشأ أن أدلي بدلوي في النقاش القائم هذه الأيام بمنتديات صوت الگارة حول الحراك الذي تعرفه مدينة الحسيمة عاصمة الريف العزيز علينا كمغاربة ، ليس لأنه ليس عندي ما أقوله بهذا الصدد و لكن لأن القلب ليحزن و العين لتدمع للأوضاع التي تعيشها مدينتنا دون أن تنال من أبنائها نفس الإهتمام الذي قوبلت به مطالب أهل الريف .

 لن أنحاز لأي طرف من الأطراف المتناحرة في بلدتنا و التي وصلت بها غيرتها على هذا البلد إلى حد التلويح بالتخوين و العمالة و الإنفصال من جهة و بالإنبطاح و الخنوع و الرضى بالذل من جهة ثانية ، كل حسب الزاوية التي ينظر منها إلى الوضع الراهن بالريف ، كل ذلك رغم أن انتصار حراك تلك المنطقة أو فشله لن يفيدنا نحن كگارويين بشيء و لن ينفع مدينتنا بقشة .

 المصيبة أن أغلب المتدخلين المتحمسين في هذا الملف من أبناء مدينتنا فوق الشبهات و معظمهم من الغيورين و من المناضلين و من الذين يستطيعون لو توحدوا على قضية الگارة بنفس الحدة التي تفرقوا بها بسبب قضية الريف ، أن يغيروا أمورا كثيرة تئن تحت وطئتها مدينتنا الحبيبة و ساكنتها .

 فإذا كانت مطالب الريفيين تتمحور حول إنشاء المزيد من المصانع و المستشفيات و الجامعات ، فإننا في مدينة الگارة ليس فقط أننا لا نتوفر على شيء من كل ذلك و لكننا لا زلنا نعاني واأسفاه من انتشار الأزبال و من فوضى السير و الجولان و من غياب مجرد حاويات و سلات القمامة و علامات التشوير ، بل لا تزال أحياء كاملة من مدينتنا محرومة من قنوات الصرف الصحي و محرومة من الكهرباء شتاء و من الماء صيفا .

 و إذا كان " ريافا " يشتكون من حگرة الدولة و أجهزة الأمن و الحكومات المتعاقبة لهم ، فإننا في بلدتنا الحبيبة لا نزال نعاني من حگرة المقدم و حگرة الدركي و حگرة العضو الذي انتخبناه و اخترناه بمحض إرادتنا و برضانا ( و أنا لا أعمم لكن ما قلته لتوي واقع لا يكذبه عاقل ) .

 و إذا كان سكان الحسيمة و ما جاورها يشتكون من الفقر و التهميش ، و إذا كان شبابها يستنكر نسب البطالة في منطقتهم ، فأهلنا في الگارة يعيشون تحت خط الفقر و أنا أعرف بحكم اشتغالي في المجال الخيري عماذا أتحدث و بدون أي مبالغة ، أما شبابنا فقد الأمل بالمرة في غد أفضل ، بل إنه لا يملك حتى ثمن التنقل للبحث عن عمل و من هذا الشباب من شاب و لا يزال عالة على أسرته .

 و إذا كان إخواننا المحتجون بالريف ينددون بالعسكرة و بمحاصرة الأجهزة الأمنية لمنطقتهم ، فنحن في المذاكرة أصبحنا محاصرين من طرف سماسرة لوبيات الريع السياسي و مستعمرين من طرف عصابات الدعارة و الممنوعات .

 الريفيون أيها السادة و السيدات يناضلون من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية ، أما أهالينا بالگارة و نواحيها فيبحثون عن وسيلة للبقآآاء ، بعد أن سرقت أحلامهم و صودرت حقوقهم و قيل لهم : موتوا في صمت آمنين .

 فرجاء أيها الأحبة ، دعوا الريف لأهله فله رجالاته الذين سينتزعون حقه مهما طال الزمان بهم ، و دعوا الوطن لناسه فله حكامه و هم أدرى منا بطريقة الحفاظ عليه من الفتن و الإنقسام ، و لتتذكروا أن الگارة أمانة في أعناقكم و أنكم و نحن معكم في هذا ، مسؤولون عن وصولها إلى ما وصلت إليه بمراعاتنا لمسؤوليها و سكوتنا عن قول الحق و تجنبنا لنصرة المظلوم .

 ختاما لقد كنا بصدد الإعداد لوقفات احتجاجية ننادي من خلالها بتحقيق بعض من مطالب مواطنينا بعاصمة المذاكرة و بنفس محلي مثلما فعلنا إبان حراك الربيع المغربي ، لكنني ( و أظن أن إخواني المناضلين سيتفقون معي بهذا الخصوص ) ارتأيت أن أنصح نفسي و إخواني بالتريث ريثما تتوضح الرؤية و تنفرز الأمور ليس وطنيا و لكن محليا ، فالإنقسام الواقع فيما بيننا في الگارة هو نفسه الإنقسام الذي نخشى على وطننا منه ، و الفتنة التي ظهرت بين عدد ممن نحسبهم على رأس قائمة الداعمين لحراكاتنا المحلية ليست أقل خطرا علينا من الفتنة التي يتهم بها كل طرف الآخر .

 أتمنى أن نوحد صفوفنا الداخلية و أن نترك خلافاتنا الوطنية و أن نركز على قضيتنا المحلية فالگارة اليوم أحوج مما مضى إلى كل نسائها و رجالها ممن نحبهم و نحترمهم و نعول عليهم لنصرتنا و هم الذين عودونا على دعمهم لنا و لقضيتنا المشتركة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق