Modawenon

وضعية قطاع الحمامات التقليدية في ظل تداعيات جائحة كورونا بالمغرب : واقع وحلول

رفع الصور
رفع الصور



 وضعية قطاع الحمامات التقليدية في ظل تداعيات جائحة كورونا بالمغرب : واقع وحلول

مجتمع وقانون

منال بادل: باحثة في سلك الدكتوراه في القانون 

 

تشهد العديد من القطاعات مجموعة من التداعيات السلبية إثر جائحة "كورونا"، حيث إن شريحة عريضة من المواطنين أصبحت لا تقوى على تدبير مصاريف حياتها اليومية، وهنا تجدر الإشارة إلى الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المزرية التي باتت تعاني منها مجموعة لا يستهان بها من الأسر المغربية، والتي تعتمد على الدخل الناتج عن الحمامات التقليدية، سواء تعلق الأمر بأرباب هذه الحمامات أو بمختلف العاملين فيها. 

وفي هذا الإطار، نشير إلى أهمية  قطاع الحمامات التقليدية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني، حيث يبلغ عدد الحمامات التقليدية بالمغرب 12 ألف حماما يوفر ما يناهز 120 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، حيث يشكل مصدر رزق عديد من الأسر، وكذلك لمكانته في الموروث والثقافة الشعبية المغربية.

إلا أنه إثر القرارات المتتالية القاضية بإغلاق الحمامات التقليدية والصادرة عن السلطات المغربية في إطار الإجراءات، والتدابير المتخذة بخصوص حالة الطوارئ الصحية على إثر تفشي فيروس كورونا، تم إغلاق مصدر وباب رزق العديد من العائلات، حيث تضرر بشكل واضح  الأشخاص الذين يشتغلون في تقديم خدمات للزبناء الوافدين على هذه الحمامات، ويتعلق الأمر بشتى العاملين في هذا القطاع، المتمثلين في الأرباب المسيرين، والمشتغلين في كافة الخدمات المقدمة داخل الحمامات، وخصوصا  "الكسالة" الذين يقومون بخدمات عديدة للزبائن، من ضمنها تحميمهم وتدليكهم، والذين يمثلون فئة عريضة من اليد العاملة، حيث توقف الدخل الكلي لهم.

وهنا، نشير إلى أن مهنة "الكسالة"، هذه المهنة العريقة في تاريخنا وتراثنا المغربي، تعد من أشرف المهن، حيث تستحق بشدة عبارة "كسب الرزق من عرق الجبين"، هذا العرق الذي يتصبب في كل ثانية من جبين العاملات والعاملين أثناء ممارسة عملهم، والذين لا يطلبون مقابله مبلغا ماليا معينا، فكل زبون حسب مقدوره واستطاعته وتعاطفه معهم، وهنا نشير إلى أن أغلب "الكسالة" لا يتقاضون مقابل عملهم مقابلا ماليا من أرباب العمل، بل يتلقون مبلغا من الزبائن، يمكن أن ندرجه ضمن الإكراميات، كل حسب "شطارته " ومجهوده الخاص.

 إلا أنه للأسف الشديد لا يزال العديد من الأشخاص لا يقدرون عمل و مجهودات هذه الفئة من الكادين الأحرار، وخصوصا في ظل الظرفية الراهنة الموسومة بالتداعيات السلبية لجائحة كورونا على كافة الأصعدة، وخصوصا الصحية، الاقتصادية والاجتماعية، والتي أصبحت تحتم علينا الالتفات أكثر  لكافة الأسر المتضررة والهشة، ومساعدتها على تجاوز كافة المحن والأزمات التي تعيشها، فرغم مساعدات بعض المحسنين والجمعيات، إلا أن ذلك يبقى غير كاف، حيث إنه لا يضمن استدامة الدخل الشهري لهذه الفئة، و التي تفتقر لإطار  قانوني كفيل بضمان عيشها واندماجها في كافة الشرائح المكونة للمجتمع.

وفي هذا الصدد، نشير إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعا الحكومة لدعم صمود القطاعات المتضررة، بسبب جائحة فيروس كورونا، والحفاظ على فرص الشغل، وعلى القدرة الشرائية للأسر، التي فقدت مصدر رزقها.

لذا، نقترح مجموعة من التدابير، التي نرى أنها كفيلة بتجاوز الصعوبات والإكراهات التي يعاني منها قطاع الحمامات التقليدية بصفة عامة، والعاملين فيها بصفة خاصة :

  • إعادة هيكلة و تنظيم وتدبير قطاع الحمامات التقليدية بالمغرب ؛

  •  العمل على إيجاد صيغة قانونية للعاملين في الحمامات التقليدية وتمكينهم من الضمانات اللازمة ؛

  • إنشاء صندوق خاص بدعم العاملين في قطاع الحمامات التقليدية ؛ 

  • إعفاء أرباب الحمامات من أداء الضرائب والجبايات المحلية لمدة لا تقل عن خمس سنوات ؛

  • منح أرباب الحمامات قروضا بدون فائدة طيلة خمس سنوات ؛

  • فتح الحمامات مع الإبقاء على التدابير الاحترازية داخلها.

 

 



هناك تعليقان (2):
  1. مقال هادف وفي محله يخص الكسالة ويعم الطبقة العاملة برمتها وفقك الله استاذتي الغالية

    ردحذف
  2. نعم صحيح، لقد سلطت الضوء على أمر مهم يغفل أو يتغافل عنه الناس، ألا وهو مصير وحال الكسالات في ظل هذه الظروف.
    نسأل الله لنا جميعا الفرج.

    ردحذف