مصير قضية الصحراء المغربية في ضوء اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية

 مصير قضية الصحراء المغربية في ضوء اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية

ذ. منال بادل باحثة في سلك الدكتوراه في القانون

لا مناص أن قضية الصحراء  المغربية تعد من أولى أولويات المملكة المغربية وقضيتها الوطنية الأولى بلا منازع، فلطالما ناضل المغرب، ملكا وشعبا وأحزابا وهيئات غير حكومية، وصارع على كافة الأصعدة عبر سلسلة من المحطات التاريخية الموسومة بالنزاعات المضنية والصراعات المريرة، مصرا في البداية على استرجاعها من أيدي المستعمر الإسباني، ومتحملا عناء مواجهة كافة المساعي الرامية إلى النيل من النجاحات التي حققها بلدنا في سبيل تعزيز وحدته الترابية، والتي تتبناها أساسا جبهة البوليساريو والجزائر، حيث كان آخرها التصعيد بين الجيش المغربي والبوليساريو، الذي شهدته منطقة "الكركرات" العازلة، بعدما قطع ناشطون من هذه الجبهة المعبر الوحيد الذي يربط المغرب بموريتانيا وإفريقيا.

ونشير في هذا الصدد إلى أن المغرب ظل متمسكا بتبعية الصحراء الفعلية له، فالحجج التاريخية والجغرافية والبشرية في هذا المجال تؤكد ذلك، إلا أن العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتبنى موقفا حياديا تجاه الموضوع متحفظة أحيانا ومحايدة أحيانا أخرى، كما أن استقالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر في 2019، جعل الصحراء المغربية المنطقة الوحيدة التي لم يحسم بعد في مصيرها خلال فترة ما بعد الاستعمار، وأدخل ملفها في مرحلة جمود تام. 

إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرا، حسمت الجدل بخصوص مغربية الصحراء، وذلك إثر اعتراف رئيسها " دونالد ترامب" بسيادة المغرب على صحرائه، والذي بموجبه تم اعتبار هذه الأخيرة جزءا من المملكة المغربية، مما يضع حلا عمليا ويفتح صفحة جديدة للصراعات الطويلة الأمد في المنطقة.

فلا غرو أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، ولو أنه تم بشكل فردي، يكتسي صبغة قانونية وسياسية، نظرا لكونه وثيقة عملية في السياسة العامة تتضمن اعترافا صادرا عن دولة عظمى، دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 وهنا، يجمع جل الباحثين في الشأن السياسي على أن  إعلان الولايات المتحدة الأمريكية يفرض لا محالة تحولا جذريا في التوازنات الاستراتيجية في المنطقة، ويعد إنجازا ديبلوماسيا وانتصارا جيوسياسا للمغرب.

كما نشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب دول أخرى قررت إنشاء قنصلياتها بمدن مغربية متواجدة في قلب الصحراء المغربية، مما من شأنه أن يدعم مشروعية سيادة المغرب على صحرائه و يسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال ازدهار الاقتصاد المغربي والإفريقي وجعل المغرب عاصمة و بوابة لاقتصاد الخبرات وللاستثمارات في إفريقيا.